الشموس المشرقات
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

يقول الشاعر:
بلاءٌ ليس يُشبهه بلاءٌ *** عداوة غير ذي شرفٍ ودينِ
ذلك أنَّ من لا دين له يرمي النَّاس بكلّ شنيعةٍ لا يخاف من الله عقاباً ولا يرقبُ في المؤمنين ذمَّة.
على أنَّ الاختلاف في الرأيّ حالةٌ صحيَّة، بل إن الحقائق العلميَّة تُولد من رحم النقاشات والحوارات الجادَّة، التي يكون فيها المنطق البحثيُّ هو السَّائد.
والاختلاف لا يبيح لك –إن كنت مؤمناً - تتبَّع عثرات أخيك المؤمن، فإذا كان بيتُك من زجاجٍ فلا ترمِ النَّاس بالحجارة، وكثرة التكرار تعلّم الحمار، ولكن من كانت الدَّوابُّ خيراً منه ما تصنع فيه؟
يقولون له: نعيشُ في أجواءٍ صعبة، وليس هذا الوقت ذكر تلك الأمور.
فلا يفهم، فرائحة "البيزات" فاحت من وراء السطور.
وتوضيح الواضحات من أصعب المشكلات، وقد قالوا في المنطق إن من لا يُدرك البديهيات فلعلَّ ذلك راجعٌ إلى مرضٍ في عقله أو اغتشاشٍ في حواسّه.
هذا إذا سلَّمنا أنَّ له عقلا:
قال حمارُ الحكيمِ لوقا *** لو أنصفَ النَّاسُ كنتُ أركب
فإنني جاهلٌ بسيطٌ *** وصاحبي جاهلٌ مركَّب
عذراً يا حمار الحكيم، فصاحبك بلغ به الجهل حتى صدق عليه المثل الشَّعبي "من كثر اللواتة صار زوج"
خرج في الآونة الأخيرة حيوانٌ ينهش في لحوم الفضلاء والأعلام من الحوزة العلميَّة لا لشيءٍ إلَّا لأنَّ ذلك الفاضل أشَّر على حالةٍ مرضيةٍ في نفوس بعض المتمرجعين وتصدَّى لها بشجاعةٍ وحزمٍ، فثارت ثائرة هذا الخط الغاصب للمقامات العلميَّة غير المتفقّه وغير المتديّن لإسقاط هذا الفاضل.
ولكن، ألم يقل الشَّعبيُّ لولده: " الشعبي لولده : يا بنيَّ! ما بني الدين شيئا فهدمته الدنيا ، وما بنت الدنيا شيئا إلا وهدمه الدين ، أنظر إلى عليٍّ وأولاده ، فإنَّ بني أمية لم يزالوا يجهدون في كتم فضائلهم وإخفاء أمرهم ، وكأنما يأخذون بضبعهم إلى السماء !
فهذا الأمويُّ الفعل، الحاقد على الحوزة العلميَّة يريد أن يحطَّ من شأن الفضلاء فيأبى الله إلَّا أن يرفع ذلك الفاضل ويفضح الأمويَّ.
ومعزوفة الأمويّ هذه المرَّة أن لذلك الفاضل موقفاً مضادَّاً من رؤية خط المقاومة، وصار يُشنّع عليه في هذا الأمر.
وينبغي – إذا كان الإنسان مؤمناً حقَّاً لا أنَّه يدَّعي الإيمان – أن يلمس لأخيه المؤمن العذر في رؤيته وفهمه الأمور، إذا كان هذا الفهم المخالف له مستنداً إلى فهمٍ لنصوص الفقهاء وفتاواهم التي تخالف الرؤية الأخرى، فالفاضل لم يُسقّط أحداً ويُخرجه عن الدّين، ويرميه بما يشين كرامته ويُسقط مروءته – والعياذ بالله –
فإن المُتصيَّد من لسان الروايات، والمُقتنص من كتابات الفقهاء إنَّ لله تعالى في كلِّ واقعةٍ حكما، وهذه واقعة، ولها حكمٌ خاصٌّ، وبما أنَّ الإمام المعصوم – عليه السلام – غائبٌ عن الأنظار، فمن الطبيعيّ – وقد حُرِمنا من إفاضاته العلميَّة ونظرته الرحيمة – أن يختلف الفقهاء في حكمها، كاختلافهم في فروعٍ من الفقه شتَّى، وأن ينهج الفضلاء منهاج الفقهاء كسجيَّة كلِّ متديّنٍ يأخذ تقليده عن مرجعٍ حتى ولو كان فاضلاً استاذاً حوزويا.
فعلى مَ إذا اختلفوا في مسألةٍ غير هذه المسألة كان ذلك أمراً طبيعياً، وإذا اختلفوا في هذه المسألة المخصوصة قامت الدُّنيا ولم تقعد مع أن حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد؟
ولكن، لك أن تسألني: هل شققتَ عن صدر المتكلّم فعرفت سوء نيَّته وسواد طويَّته؟
وجوابه : نعم، فقد تكلَّم هذا الشخص من قبل نحو سبع سنواتٍ على السيد حسن نصر الله -لاحظ الدَّائرة الزرقاء في هذه الصورة - وشبَّهه بعامل المطعم الذي لا حول له ولا قوة!!
لله كلمةٌ ما أشنعها وأفضعها!!
بمعنى أن ما صنعه السيد ما كان عن أمره! فهذه فريةٌ بلا مرية من شخصٍ يهرف بما لا يعرف.
وهب أن ما صنعه كان عن توجيهٍ وأمر، فإنَّما يأتمر بأمر مرجعه الذي يُقلّده "فهل في ذاك – يا للنَّاس – عارُ"؟
فسبحان الله! يصفه بعامل المطعم، ولا يستحي كعادته في فقدان الحياء،
وظاهر الأمر أنَّ تعديه على المؤمنين والفضلاء والسَّادة عادة معتادة، وأقول له:
كأنَّك بَعْرَةٌ في ذيلِ عنزٍ *** فمالك والشموس المشرقات؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat