دعه مع رفقائه!
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في إحدى مواكب الأربعين,كان هناك معرضٌ لصور الشهداء,كانت صورهم معلقةً واحدةً تلو الأخرى,كنجوم السماء المضيئة,حين تكون في خطٍّ مستقيم.
تقدَّم طفلٌ صغيرٌ نحو إحدى الصور ,وسأل الشابَّ القائم عليه:-
- هل هذه الصورة للبيع؟
أشار إلى صورة ذلك الشاب الشهيد الجميل,شعره المصفف بعناية,بسمته العذبة التي ترتسم على شفتيه,نظرات عينيه المزدانة بالأمل,وقفته الشامخة شموخ النخيل,وأخيراً بندقيته التي كانت تقف في صفِّه.
سأله صاحب الموكب في استغراب:- وما تصنع بها؟
سأله مرةً أخرى بنفاذ صبر:- عم,هل هذه الصورة للبيع؟
- لا,انها للعرض فقط.
وكمن أُصيب بخيبة أمل:- للعرض فقط؟!كنتُ أودُّ شراءها!
وهمَّ بالرجوع وعلامات الأسى باديةٌ على محيَّاه,وهنا لحقه صاحب الموكب وأوقفه قائلاً:- وماذا تريد أن تصنع بها يابني؟
نظر الجميع اليه,وتلهفوا لمعرفة الجواب,فلقد أثار تصرفه فضولهم,واستمعوا للجواب الذي أراق دموع مآقيهم...
- انها صورةُ أخي الشهيد.
ترقرقت دموع صاحب الموكب في عينيه,وذهب إلى الصورة المعلَّقة على الحائط, وفك الخيط عن المسمار الذي عُلِّقت عليه,ثم قدَّمها للطفل قائلاً:- انها لك يا ابنيّ!
مدَّ يديه لأخذها,ولكنه سرعان ماسحبهما,وأردف قائلاً:- لا, لاأريدها.
استفسر منه صاحب الموكب باستغراب:- لماذا؟ ألم تكن تريد شراءها؟
- بلى,ولكنني استثنيت.
- لماذا؟
- دعه مع رفقائه من الشهداء,هو أحسن له,لو كان يريد أن يجيء معنا لما رحل عنا.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صلاح عبد المهدي الحلو

في إحدى مواكب الأربعين,كان هناك معرضٌ لصور الشهداء,كانت صورهم معلقةً واحدةً تلو الأخرى,كنجوم السماء المضيئة,حين تكون في خطٍّ مستقيم.
تقدَّم طفلٌ صغيرٌ نحو إحدى الصور ,وسأل الشابَّ القائم عليه:-
- هل هذه الصورة للبيع؟
أشار إلى صورة ذلك الشاب الشهيد الجميل,شعره المصفف بعناية,بسمته العذبة التي ترتسم على شفتيه,نظرات عينيه المزدانة بالأمل,وقفته الشامخة شموخ النخيل,وأخيراً بندقيته التي كانت تقف في صفِّه.
سأله صاحب الموكب في استغراب:- وما تصنع بها؟
سأله مرةً أخرى بنفاذ صبر:- عم,هل هذه الصورة للبيع؟
- لا,انها للعرض فقط.
وكمن أُصيب بخيبة أمل:- للعرض فقط؟!كنتُ أودُّ شراءها!
وهمَّ بالرجوع وعلامات الأسى باديةٌ على محيَّاه,وهنا لحقه صاحب الموكب وأوقفه قائلاً:- وماذا تريد أن تصنع بها يابني؟
نظر الجميع اليه,وتلهفوا لمعرفة الجواب,فلقد أثار تصرفه فضولهم,واستمعوا للجواب الذي أراق دموع مآقيهم...
- انها صورةُ أخي الشهيد.
ترقرقت دموع صاحب الموكب في عينيه,وذهب إلى الصورة المعلَّقة على الحائط, وفك الخيط عن المسمار الذي عُلِّقت عليه,ثم قدَّمها للطفل قائلاً:- انها لك يا ابنيّ!
مدَّ يديه لأخذها,ولكنه سرعان ماسحبهما,وأردف قائلاً:- لا, لاأريدها.
استفسر منه صاحب الموكب باستغراب:- لماذا؟ ألم تكن تريد شراءها؟
- بلى,ولكنني استثنيت.
- لماذا؟
- دعه مع رفقائه من الشهداء,هو أحسن له,لو كان يريد أن يجيء معنا لما رحل عنا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat