في ذكرى غروب الشمس
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كيف اسكب خمرة الحروف في اباريق سطوري,وقد كسرت يدُ العجز ابريقي,وسكبت اصابعُ الحيرة خمرتي؟
ام كيف اسرج نجوم الالفاظ بأنوار المعاني لتضيء قناديل ودٍ تكشف خبايا مشاعري,وتسفر عن صبح شوقٍ يفضحُ خفايا احاسيسي؟
ام الى ايِّ جبلٍ من المعاني آوي من طوفان كمالاتك التي لاحدَّ لها ولاحصر؟
ياعاشقي قيثارة العصمة التي صدحت بألحان التوحيد,
ومتيمي مجمر الامامة الذي تضوع بأريج العرفان
تعالوا نرسو على شاطيء الذكرى ,ونقف على ساحل الالم,فاني أنستُ من جانب طور الهوى نارا,فهلُّمَ نقتبس منها جذوة عشقٍ تُسّعرُ شعلة الهيام في صدري وتسجر نيران الوجد في فؤادي
بربكم:-
ارأيتُم - من قبلُ - جبلاً يتهاوى في محرابه مخضباً بدم الشهادة؟
و شمساً تنكسف في صلواتها مرتلةً اياتِ غروبها؟
ارأيتم كيف تناثرتْ اياتُ القران من شفاه وجه الله الذي منه يؤتى؟
وكيف ثُلِمت انامل التوحيد من يد العروة الوثقى؟
وانت ايُّها الفجرُ مايكون عليك لو تمهلتَ قليلا,فلم تنسج من اشعة الشمس اشراقة النهار,ولم تظفر من خيوط الصبح طلعة الضحى,حتى لانستقبل وجه الصباح بذاك الخبر المشؤوم,ونفتح اعينَ نهارنا على هذا الحادث الجلل؟
1-روى الحاكم في المستدرك والهندي في كنز العمال وغيرهما في غيرهما انَّه (قدم علي على قوم من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن نعجة فقال له : اتق الله يا علي ! فإنك ميت فقال علي : بل مقتول ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار علي إلى رأسه ولحيته بيده - قضاء مقضي وعهد معهود ، وقدخاب من افترى ، ثم عاتب عليا في لباسه : فقال : لو لبست لباسا خيرا من هذا ! فقال : مالك وللباسي ! إن لباسي هذا أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلمون ).
هذا هو ديدن الخوارج,يهتمون بالقشور من الدين,تدخين السيكارة حرام,ولكن قتل المسلمين وهتك اعراضهم وسلب اموالهم حلالٌ,نلاحظ هنا علم الامام علي عليه السلام بالغيب,ليس نحن الشيعة من يقول ذلك فحسب,بل هاهم العلماءُ من المذاهب الاخرى يشاطروننا القول فيقولون بأن الامام علياً عليه السلام أنبأَ عن انه سيستشهدُ قتيلاً,غايته انه لم يعلم الغيب من نفسه استقلالاً بل بتعليم الله له عن طريق رسوله صلى الله عليه واله الذي عهد له بذلك.
فلقد روى ارباب التاريخ عن رسول الله صلى الله عليه وآله : أنه بكى في آخر جمعة من شعبان ، فسأله الامام علي عليه السلام عن سبب هذا البكاء ، فقال له : أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر .
فقال له الامام علي عليه السلام : أفي سلامة من ديني . . قال صلى الله عليه وآله : نعم.
2- وكما ان لليهود يداً في قضية داعش اليوم كانت لهم يدٌ في قتل الامام عليه السلام بالامس ,فقد روى المتقي الهندي في كنز العمال 13/195وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42/554انه (عرض عليٌ على الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه - أو قال عن نسبه - فانتمى إلى غير أبيه ، فقال له : كذبت حتى إنّتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حدثني إنّ قاتلي شبه اليهود ، هو يهودي فامضه)
3- ومن الغريب جداً ماذكره الزركلي في (الاعلام) قائلاً تبعا لبعض الافاكين من المؤرخين (وفي آخر اليوم الثالث لوفاته أحضر ابن ملجم بين يدي الحسن فقال له : والله لأضربنك ضربة تؤديك إلى النار . فقال ابن ملجم :لو علمت أن هذا في يديك ما اتخذت إلهاغيرك ! ثم قطعوا يديه ورجليه ، وهو لاينفك عن ذكر الله . فلماعمدوا إلى لسانه شق ذلك عليه ، وقال : وددت أن لا يزال فمي بذكر الله رطبا . فأجهزوا عليه ،وذلك في الكوفة . وقيل : أحرق بعد قتله).
وهذه هي فعالهم بالموالين من ال البيت عليهم السلام وشيعتهم,كما تحدّث بذلك تواريخهم واخبرتنا رواتهم,كما صنع ابن زياد برشيد الهجري لما قطع رجليه ويديه لما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو يقول :أيها الناس سلوني فإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها ،فدخل رجل على ابن زياد ، فقال له : ما صنعت ؟ فقال :قطعت يديه ورجليه وهو يحدث الناس بالعظائم ، وقال :فأرسل إليه ردوه ، وقد انتهى إلى بابه فأمر بقطع لسانه
وصلبه ومات في ليلته,
ولكي يموهوا على الناس حقيقة افعالهم المخزية, وافعالهم الدنيئة جعلوا على السنة الرواة اكذوبة ان الامام الحسن عليه السلام مثَّلَ بعبد الرحمن ابن ملجم,ليكون الامام عليه السلام وابن زياد في الفعل سواء وحاشا للامام ان يفعل ذلك فيخالف وصية جده المصطفى صلى الله عليه واله (اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور) او وصية ابيه المرتضى فانه (لما غلب عليه السم الساري في بدنه ، فأتي له بقدح فيه لبنوعسل فشرب منه قليلا وقالاحملوه إلى أسيركم بحقي عليكم ، طيبوا طعامهوشرابه ، فقالوا : إنه قد أفجعنا فيك ، فقال ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت لا نزداد على كثرة الإساءة لنا إلا إحسانا .
4- وما عشت اراك الدهر عجبا,فها هو الشافعي امام المذهب يقول (ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا رضي الله عنه إلا متأولا مجتهدا مقدرا على أنه صواب)
افهل من منصف يسأل هذا المائل عن الحق والزائغ عن الصواب,كيف يكون متأولاً وهذا رسول الله صلى الله عليه واله ينادي بأعلى صوته:(عليٌ مع الحق) وان قاتله اشقى الناس او اشقى هذه الامة او اشقى الاخرين؟
وليت شعري اي عدم خلافٍ في الامر وقد اجمع عامة الشيعة والمعتدلون من ابناء المسلمين على كفر وخروج شقيق عاقر الناقة عن الملّة والدين؟
ثم كيف يكون قاتل الامام عليه السلام متأولاً وقاتل الامام الحسين مجتهداً ولايكون قاتل عمر او قتلة عثمان متأولين مجتهدين لهم اجرٌ في اجتهادهم على خطأهم فيه فهم معذورون؟
وكيف يكون قتلة الاوصياء وسفكة دمائهم محقوني الدم متأولين,ويكون الذين سبّوا الصحابة كفرةً خارجين عن الدين؟ هلاّ التمستم لهم العذر في شتمهم الصحابة بأنهم اخذوا شطر دينهم عن عائشة التي قالت عن عثمان (اقتلوا نعثلاً قد كفر) خصوصاً بعد ان التمستم العذر لغيرهما في سفك دماء اولياء الله تعالى والقتلُ اشدُّ من السبِّ؟,لاانكم تقتلونهم بحجة شتم الصحابة وسبّهم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صلاح عبد المهدي الحلو


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat