عندما يجتمع الارهابيّون في الرّياض، دونَ سواها، ليعلِنوا من هناك قَبولهم بالخطّة الدّولية القاضية بوقف إطلاق النار في سوريا، فهذا يعني ان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة هو الحاضنة الاكبر والاخطر للارهاب في العالم، فهو الذي رعى تشكّل الارهابيّين في سوريا وبمختلف أسمائهم ومسمّياتهم، وهو الذي احتضنهم وأمدّهم بكلّ أسباب القتل والذبح والتّدمير على مدى (٥) أعوام بذريعة تصدير (الديمقراطية) الى بلاد الشام! وهو الذي يُجبرهم اليوم على قبول الخطّة الدّولية بلا نقاشٍ او جدالٍ او حتّى سؤالٍ.
وهكذا يكون الرّاي العام، وخاصّةً الاسلامي والعربي المغفّل، قد تأكّد اليوم بانّ نظام القبيلة الفاسد والحزب الوهابي وفقهاء التّكفير هم أساس البلاء الذي نزل على الامّة والبشريّة بشكلٍ عام جرّاء ما بات يُعرف بالارهاب الدّيني!، وهو يراهم متلبّسين بالجُرم المشهود وعلى الهواءِ مباشرةً.
لقد ثبُت اليوم وبالدليل القاطع ان نظام القبيلة هو منبع ومصدر الارهاب باسم الدّين فمنذ ان تمّ الإعلان عن التّحالف المشبوه بين (آل سعود) و (الحزب الوهابي) على قاعدة الدّم والهدم قبل عدة قرون، وظّف نظام القبيلة الارهاب كأداةٍ مفضّلة بالنسبة لهُ لتحقيق أجنداتهِ السّياسية المغلّفة بالدّين الذي يُشرعنهُ فقهاء البلاط ووعّاظ السّلاطين.
ولعلّ في التّقرير الذي بثّتهُ قناة (بي بي سي) الفضائيّة يَوْمَ أمس والذي كشفت فيه عن قتال إرهابيّي تنظيم القاعدة جنباً الى جنب قوات ما يُسمّى بالتّحالف العربي الذي تقوده الرياض في الحرب على اليمن، دليلٌ جديدٌ يؤكّد هذه الحقيقة.
لقد مُني نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية بهزيمةٍ شنعاءَ نكراءَ في حربهِ الارهابيّة على سوريا، فعلى الرّغم من كلّ ما أنفقه هناك من أموال وسلاح وعلاقات دوليّة وفتاوى تحت الطّلب لفقهاء التّكفير والارهاب والقتل، على الرّغم من كلّ الذي أنفقهُ طوال خمسة أعوام لتغيير الخارطة السّياسية في سوريا لصالح التيّارات المتطرّفة التكفيريّة، الا انّهُ اليوم يستسلم أَمام صمود السوريين الذين اضاعوا عليه الفرصة وفضحوهُ على رؤوس الأشهاد ليجرّ اليوم اذيال الخَيبة والهزيمة والذِّلّة والصّغار.
لقد جاء قرار وقف إطلاق النار في سوريا كثمرةٍ لما يلي؛
الف؛ صمود السّوريين وعلى وجه الخصوص الجيش العربي السوري بوجه الهجمة الارهابيّة السّوداء والشّرسة التي شنّها نظام القبيلة الفاسد بأدواتهِ الارهابيّة العفِنة التي تجمّعت من كل حدَبٍ وصَوبٍ في بلاد الشّام.
باء؛ السّياسة الخارجية الذّكية التي انتهجتها دمشق سواء في الامم المتّحدة او في العلاقات الدّولية والإقليميّة الثّنائية.
جيم؛ ما أنتجتهُ هذه السّياسة الذّكية في اعادة التّوازن الدولي بين الشّرق والغرب والذي تجلّى بشكلٍ واضح في الملف السّوري.
طبعاً، من جانبهِ يحاول نظام القبيلة استباق القرار الدّولي بدفع الارهابيّين للتسلّح وممارسة سياسة تفجير السّيارات المفخّخة في الأماكن الشعبيّة والعامة المزدحمة، وهي السّياسة التي نفّذها الارهابيّون خلال الأيام القليلة الماضية في اكثر من منطقةٍ في سوريا وخصوصاً في منطقة السيدة زينب (ع) والتي راح ضحيّتها المئات من الشهداء والجرحى، في محاولةٍ من الارهابيّين الذين يدعمهم نظام القبيلة الفاسد فرض الامر الواقع في ايّة اتفاقات دولية، ما يُشير الى انّهم فقدوا الامل بتحقيق ايّ تقدّمٍ على الارض بالقتال، من جانب، وبفرض أجنداتهم في المفاوضات المرتقبة من جانبٍ آخر، فعمدوا الى سياسة تفجير السيّارات كتلك التي ظلوا ينتهجونها في العراق لسنينَ طويلة بعد التغيير الذي أعقب سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين وتحالفهُم مع ايتامهِ!.
ان كلّ ما قلتهُ وكتبتهُ خلال العام المنصرم تحديداً فيما يخصّ سياسات نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية سواء في سوريا او في اليمن او في العراق، يتأكّد اليوم على أَرض الواقع، بالهزيمة النّكراء التي مُني بها في سوريا وعمّا قريب في اليمن بِإِذْنِ الله تعالى.
فعندما اطلقَ نظام القبيلة قنبلتهُ الصّوتيّة باستعدادهِ للمشاركة في قوّات بريّة في الحرب السورية كتبت وقتها [تَحالُفات (آل سَعود) سِياسِيّة لحِمايَة الارْهابِيّيِن!] امّا عن أصل الفرقاعة وقفزتهِ في الهواء فقد كتبتُ [لِهذهِ الاسبابِ (يمزَح) نظام الْقَبيلَةِ الفاسد!] وها هي تطوّرات الملفّ السّوري تُثبت انّها كانت بالفعل مُزحة، فنظام القبيلة أتفهُ واجبنُ وأضعفُ من ان يدفع بقوّاتٍ برّية الى الاراضي السّورية، كما ان (الّلعبة الدّولية) لا تسمح له بذلك، والتي بدأت تغيّر اتجاهاتها بشأن الملفّ السّوري يوم ان اتّفقت واشنطن وموسكو في مجلس الامن بصدور القرار الدّولي الأخير بشأن الملفّ السوري، كما توقّعتُ ذلك وقتَها.
على المجتمع الدّولي، وأَخُصُّ بالذِّكر القوى الدّولية التي ترعى قرار وقف إطلاق النّار، ان تتاكّد من انّ نظام القبيلة الفاسد اوقفَ كلّ انواع الدّعم للارهابييّن ليتمّ التاكُّد من انّهم لن يستغلّوا القرار لصالحهم فيعودوا يتمدّدون مرّةً اخرى مثلاً في المناطق التي خسروها في الفترة القليلة الماضية، كما ينبغي عليهم التأكّد من انّ انقرة قد اغلقت حدودها المشتركة مع سوريا فلن يمرّ الارهابيّون منها الى الداخل السّوري كما هو الحال منذُ خمسة أعوام!.