صفحة الكاتب : الشيخ مصطفى مصري العاملي

كلمة الوفود المشاركة في مهرجان ربيع الشهادة العالمي السابع
الشيخ مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ وَ لَا يُحْصِي نِعَمَهُ الْعَادُّونَ وَ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ الْمُجْتَهِدُون
السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ..
السلام عليكم ايها المجتمعون في ساحة الحسين .. تحت قبة الحسين..
السلام عليكم يا من تستمعون الى صدى صرخة ورحمة الله وبركاته.
سيدي يا ابا عبد الله.. سيدي يا ابن رسول الله.. سيدي يا ابن أول القوم اسلاما.. سيدي يا ابن فاطمة البتول الطهر التي يرضى الله لرضاها..
 يا سيد شباب أهل الجنة..
يا صَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ
يَا صَاحِبَ الْمُصِيبَةِ الرَّاتِبَة
عَبْرَةُ كُلِّ مُؤْمِن
وعلى بعد خطوات من محل مصرعك.. ومن الساحة التي كانت مسرحا لخيل داست جسدك بحوافرها، والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين..
من تلك الساحة سيدي.. والدماء تغطي كريمتك وشيبتك وأنت ترمق السماء بطرفك مناجيا ربك.. هامسا في اذن البشرية.. بهمسة راحت تتعاظم صدى وأنت تقول: 
الهي تركت الخلق طرا في هواك 
                                  وأيتمت العيال      لكي أراك
       فلو قطعتني بالحب اربا *** لما مال الفؤاد الى سواك
من هذه الساحة سيدي، التي وقفت فيها زينبُ، صاحبة القلب الصبور.. تنظر الى منحرك الشريف يشخب دما، وتتذكر جدك رسول الله  وهو يشم نحرك فترى الرأس مفصولا عن جسدك ، ومرفوعا على رمح طويل..
فتحني الكف من دم النحر قائلة.. الهي تقبل منا هذا القربان..
سيدي يا ابا عبد الله وفي يوم ولادتك الاولى في الثالث من شعبان، عندما زفت البشرى ملائكة السماء.. في ذاك اليوم الذي بكى فيه رسول الله لما يحل بك في يوم ولادتك الثانية التي رسمت معالم تصحيح الانحراف، ومنعت الاندثار فاستحقيت ان يخلد بك رسول الله ليقول.. أنا من حسين..
سيدي.. في هذا اليوم  وفي نفس الساحة... يجتمع هنا الزمان مع المكان..
فها أنت من فيض الخلود تحنو على وفود أمتك، من شرقها الى غربها.. لتلثم أعتابك معلنة بكل فخر واعتزاز .. قائلة..
إن صدى صوتك الذي اطلقته في ساعة الرمق الاخير من هذه الساحة.. مدويا عبر الزمن والاجيال .. هل من ناصر ينصرنا.. قد وصل الى مسامع قلوب آمنت بك رمزا خالدا .. ومشعلا علما.. ونورا وضّاء .. جسّد شعلة النور الالهي.. فكنت وارث آدم صفوة الله.. وكنت وارث نوح نبي الله، وكنت وارث ابراهيم خليل الله، وكنت وارث موسى كليم الله، وكنت وارث عيسى روح الله، وكنت وارث محمد حبيب الله..
اجتمع كل اولئك اليوم في ساحة ولادتك الثانية.. ملبين النداء.. بقلوبهم وعقولهم واجسامهم.. لبيك يا حسين.. 
لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ وَ لِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِي.
يدعون ربهم قائلين: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ.
لقد وفق الله اناسا منذ بضع سنوات حملوا أمانة خدمة هذه البقعة الطاهرة وليرفعوا في كل عام في هذا الزمان وفي هذا المكان.. راية مهرجان ربيع الشهادة..
ربيع تبدأ معه الحياة..
إن ربيع الارض يبدأ بعد موت ويباس عندما ينزل الله الغيث من السماء..
وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ..
 أما الشهادة  فهي علامة تنطبع على ذاكرة الزمن والبشر.. فتغدوا مفصلا فارقاً ما قبلها عما بعدها..
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذيرا
فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهيدا
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْديهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُون
وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا
وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدا
نعم حقّ للحسين ان نطلق في يومه ذا الشعارا..
فهو الربيع الذي أحيا به الله ميت العباد..
الحسين ربيع الحياة.. فلا معنى لحياة يفتقد فيها الانسان كرامته..
وليس من يشهد له الحسين .. كمن يشهد عليه..
شكرا لكل من نظم  وساهم وعمل وشارك في انجاح هذا المهرجان.. وحسابهم على الشاهد الشهيد..
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/07



كتابة تعليق لموضوع : كلمة الوفود المشاركة في مهرجان ربيع الشهادة العالمي السابع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net