مع حديث الناس ..... بعد التحية
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف

"لماذا نرسل أبناءنا ليقتلوا في مناطقهم، وأبناؤهم منعمون في مناطقنا"
هذا الكلام صائب في شطر منه، ويحتاج الشطر الآخر مراجعة، أما الصائب منه فهو وجود أبناء المناطق التي تحتلها جرذان داعش في مناطقنا بعنوان (نازحين) وهم قادرون على حمل السلاح والدفاع عن أراضيهم، هذا ليس من العدل على هؤلاء الالتحاق بالقوات المقاتلة لتحرير أرضهم والرجوع إليها، وينبغي على الحكومة المركزية والحكومات المحلية منعهم من دخول مخيمات النازحين، وإرغامهم على حمل السلاح لاستعادة مناطقهم.
أما الشطر الآخر من الكلام المتعلق بذهاب أبنائنا فهو يحتاج مراجعة؛ لأننا لا نقاتل في تلك المناطق نيابة عن أهلها، وإنما ينبغي حصر القتال في المناطق البعيدة عن مناطقنا؛ لأننا إذا بقينا في أرضنا وانتظرناهم سيكون القتال في مناطقنا تعطيلا للحياة، ونضع أنفسنا تحت نير المحاصرة التي ستشارك بها دول المنطقة التي نعرف جيدا مواقفها تجاهنا، وتربصها بنا الدوائر، ومن البديهيات في خطط الحروب أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، ولو رجعنا إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يرسم لنا طريقا في التعامل مع الأعداء في خطبته للحث على الجهاد بعد غزو جيش معاوية الأنبار.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءُ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالاِْسْهَابِ، وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَّصَفَ.))
فعلى الإخوة المتثاقلين من الجهاد الذين أخذو في الآونة الآخيرة يجنحون لتثبيط العزائم التأمل في هذا القول.
ـــــــــــــ
ثم يقول (عليه السلام): ((أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلا وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ))
لنتأمل : ((فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ))، فكيف يدعو بعض الإخوة لترك القتال في مناطقهم وانتظارهم يأتون إلينا !!!!؟؟؟؟
ـــــــــــــ
ثم يقول (عليه السلام): ((وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ ورجالا منهم كثيراً ونساء، والّذي نفسي بيده لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالمُعَاهَدَةِ، فتَنْتَزِعُ أحِجْالَهَما وَرعثهما ،ثُمَّ انْصَرَفُوا موفِورِينَ، لمَ يكلم أحد منهم كلما، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن دون هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً!))
لنلاحظ كيف يتأسف أمير المؤمنين (عليه السلام) لما فعله جيش معاوية في الأنبار والنساء المسلمات والنصرانيات، ويدعو لنصرتهم.
فما نحن إلا أتباع علي، ومرجعنا ابن علي الذي يسير بسيرة جده عليه السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat