كتابات في الميزان / ويسألونك عن بغداد ..

ويسألونك عن بغداد ..
محمد جبر حسن

ويسألونك عن مساءات بغداد الحزينة

حيث الظلام الطويل

وللظلام هناك الوان شتّى

ظلام الأبنية الحكومية

التي تشتعل بها غرف العقود بين حين وآخر

ظلام العقول المتحجرة والمغلفة بأوراق كتب التأريخ المزورة

ظلام أدمغة رهنت ذاكرتها ببدلة عسكرية

حملت نياشين الخيانة

وتقهقه على ضحايا حروبها العبثية

ظلام الفضائيات

التي تضحك على عقول السذج بأسألتها الخبيثة التافهه

ظلام بائعات الهوى

بطرقات الأحزاب الأسلامية ودرابينها الخفية

ظلام السيارات المفخخة

التي تحيل أسفلت الشوراع الملطخة بالدماء

أكثر سواداً بهذا الصيف القائض

ظلام دخان مولدات السَحب

التي تحتضن البيوت

بغيومها السوداء المترسبة على المستشفيات

ظلام الجدران الكونكريتية

التي صارت للطفولة سجناً كبير

ظلام لافتات الشهداء

التي غطت أسيجة البيوت التعبانة

ظلام خِيّم النازحين بأطراف المدن المنكوبة

ظلام العابرين من بزيبز وقلوبهم المكلومة

ظلام من ليله طويل وينتظر الفجر

عن أي ظلام يسألونك

عن ظلام بيوت الأغنياء

التي بنوها من دماء الفقراء

عن أي ظلام يسألونك

والليل هناك طويل طويل

في مساءات بغداد الحزينة

الموضوع السابق
هتف المجد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

محمد جبر حسن
(للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

طباعة || أخبر صديقك عن الموضوع || إضافة تعليق || التاريخ : 2015/07/27

  أحدث مشاركات الكاتب :

    • قصة قصيرة آه يا نجوى (ثقافات)

    • اربعة نصوص (ثقافات)

    • قصة قصيرة رقصة القطيع (ثقافات)

    • أحلامنا الصغيرة (ثقافات)

    • هكذا .. (ثقافات)

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)

• (1) - كتب : ماجد اسعد محمد طلال ، في 2015/07/28 .

يظهر من خلال قصيدة شاعرتا محمد جبر حسن انه قد سئم من كل ما حوله في وطنه العراق الذي لم يفارقه رغم لجوئه الى هولندا فهو يرى وطنه ومحنته في عيون كل عراقي داخل الوطن وفي المهجر وهو يحاول ويصر على ان يبلغ هدفه في ايجاد عراق معافى مستقر امن ان شاعرنا يعرف حق اليقين ان حكام بغداد اليوم ومنذ 13 سنه لم يجلبوا للعراق والعراقين الا التعاسه والدمار لكل البنى التحتيه لوطنه الام العراق ومنها الكهرباء وان ما صرحوا بها ساسة العراق الجدد ماهو الاسراب في سراب ان قصيدة شاعرنا كلها صور من صور الضياع في شعره وفي ادبه وان التمعن بابيات قصيدته تعطيناهذه المعاني والمراد من قصيدته كما يتضح جليا"نزعة الشاعر الى البآس المتعلق بالحياة والذي يدعوا الى تآكيدها ووجودها ونجد شاعرنا يميل الى الرمز ليعطي صوره اعم واشمل عما في العراق عندما يقول
ظلام لجدران الكونكريتيه
ظلام لافتاة الشهداء
التي غطت اسيجة البيوت التعبانه ان كل بيت من ابيات قصيدته واضح وذو مدلولاتان الذين يلفون في الوطن ماهم الاسراق وبقية الشعب تعساء وان السعاده هيه بالنضال والبناء وان قصيد الشاعر ابو فيصللها اكثرمن تآكيدعلى الهدفيه المنشوده وفي يقيني ان الشاعر محمد جبر حسن هو ثآئر ادبي يعبر عن معانات شعبه في شعره وكل قصائده وماكب مستمر لاحداث الشعب العراقي المبتلىويمكن القول ان صفة التآمليه واضحه في قصيدته وهذة التآمليه وجدانيه بحتهومنها نستنج ان لقصيدته دلالات فنيه وفكريه مع اطيب تحياتي الناقد ماجد اسعد محمد طلال وشكرا"

حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play