صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

داعش وصدام
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كانت الحقبة البعثية , بحق عبارة عن عمليات تخريب للعائلة والمجتمع العراقي  , في دس وتقوية المفاهيم التي تشجع على الكراهية والعنف والانتقام والحقد , في اطار الارهاب المبرمج , والاعتماد على النظرية البعثية , التي ركائزها الرئيسية . الغدر والخيانة والخداع , وتشجيع قيم الفساد , في تلويث الاذهان والعقول وغسل الادمغة  , بقيم ومفاهيم  هجينة وغريبة عن  الاصالة العراقية المعروفة في النخوة الاخوية والتآلف والاخاء , ومساعدة الصديق وقت الشدة والضيق والعسر , اضافة الى التعايش السلمي الذي يغلف المجتمع  , وفي   تحويل المواطن الى آلة مطيعة   بالانصياع بالخضوع للقرارات والاوامر الفوقية  بشكل تام  ( نفذ ثم ناقش )  وكذلك في التدليس والتنصيت والتجسس حتى على افراد العائلة , وان يكونوا عيون امنية ومخابراتية تتجسس وتخون  حتى على اقرب الناس اليهم , اضافة الى تأسيس منظمات ارهابية تمارس التعذيب الوحشي  , مثل قلع العيون والانوف وقطع اللسان وصيوان الاذان , ووضع السم في ( الشاي ) الى حد جز الاعناق , ودربوا وربوا عناصر فاسدة لتقوم بهذه الاعمال الوحشية بدم بارد , واسسوا منظمات امنية تتسابق وتتنافس فيما بينها  على هذه الاعمال الرهيبة والبشعة , كطلائع  فدائيي صدام وغيرها من النمظمات التجسسية  والارهابية , وكل حفلة وحشية  في  جز الاعناق وقطع اجزاء من اعضاء الضحايا ,  تتعالى الصيحات الوحشية ( بالروح بالدم نفديك ياصدام ) , وتحول هذا الشعار الجهنمي في زمن عصابات داعش التي لبست ثوب الاسلام زوراً وبهتاناً  بصيحات ( الله اكبر ) وليس غرابة ان تتصدر قيادات داعش , من كانوا هم  في  طلائع فدائيي صدام او في غيرها من المؤسسات الارهابية , وان  نهجهم الحالي  في القتل وارتكاب المذابح البشعة , هو استمرار لنهجهم السابق حرفياً  , لانهم تربوا على الجريمة والقتل وسفك الدماء  , ويبقى حنينهم الى قائدهم المقبور , رغم شماعة الاسلام براياتهم السوداء المشؤمة , لذلك حين تتحدث الوسائل الاعلامية , عن وجود في  اوكارهم الارهابية  , مليئة بقناني الخمر والحبوب والمخدرات والحشيشة , وحتى المجلات الاباحية , لانهم تربوا على الفساد والرذيلة والشذوذ , ولكن الطامة الكبرى التي كسرت ظهر العراق , بان القادة السياسيين الجدد , اعتمدوا على بعض العناصر البعثية من خلال الخداع , لانهم تعلموا من مدرسة البعثية  , على  ان يغيروا جلودهم السياسية بنفاق الف مرة ومرة وبكل يسر وسهولة  , لذلك ليس غرابة اوعجب في انهيار المؤسسة العسكرية والامنية , لانها تحت اشرافهم ومسؤولياتهم بشكل كامل . لذلك سلموها  الى رفاقهم السابقين , قطاعات عسكرية جرارة وكبيرة العدد  , دون مقاومة , مع اسلحتهم المجهزة باحدث التقنية العسكرية المتطورة  , التي كلفت خزينة الدولة مليارات الدولارات , كوفاء رفاقي , حتى يقوم تنظيم داعش باعنف وابشع المجازر الوحشية , ضد الجنود والسكان الابرياء , في الانتقام البشع ضد كل مكونات الشعب واطيافه , لذلك لايمكن ان يرى العراق الانفراج في الازمة , او يحسم المعركة لصالحة , إلا بتطهير المؤسسة العسكرية والامنية , وتقديم المقصرين والخونة الى المحاكم العسكرية , ليكونوا درساً بليغاً , لكل من يحاول ان يخون العراق 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/08


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : داعش وصدام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net