كانت الحقبة البعثية , بحق عبارة عن عمليات تخريب للعائلة والمجتمع العراقي , في دس وتقوية المفاهيم التي تشجع على الكراهية والعنف والانتقام والحقد , في اطار الارهاب المبرمج , والاعتماد على النظرية البعثية , التي ركائزها الرئيسية . الغدر والخيانة والخداع , وتشجيع قيم الفساد , في تلويث الاذهان والعقول وغسل الادمغة , بقيم ومفاهيم هجينة وغريبة عن الاصالة العراقية المعروفة في النخوة الاخوية والتآلف والاخاء , ومساعدة الصديق وقت الشدة والضيق والعسر , اضافة الى التعايش السلمي الذي يغلف المجتمع , وفي تحويل المواطن الى آلة مطيعة بالانصياع بالخضوع للقرارات والاوامر الفوقية بشكل تام ( نفذ ثم ناقش ) وكذلك في التدليس والتنصيت والتجسس حتى على افراد العائلة , وان يكونوا عيون امنية ومخابراتية تتجسس وتخون حتى على اقرب الناس اليهم , اضافة الى تأسيس منظمات ارهابية تمارس التعذيب الوحشي , مثل قلع العيون والانوف وقطع اللسان وصيوان الاذان , ووضع السم في ( الشاي ) الى حد جز الاعناق , ودربوا وربوا عناصر فاسدة لتقوم بهذه الاعمال الوحشية بدم بارد , واسسوا منظمات امنية تتسابق وتتنافس فيما بينها على هذه الاعمال الرهيبة والبشعة , كطلائع فدائيي صدام وغيرها من النمظمات التجسسية والارهابية , وكل حفلة وحشية في جز الاعناق وقطع اجزاء من اعضاء الضحايا , تتعالى الصيحات الوحشية ( بالروح بالدم نفديك ياصدام ) , وتحول هذا الشعار الجهنمي في زمن عصابات داعش التي لبست ثوب الاسلام زوراً وبهتاناً بصيحات ( الله اكبر ) وليس غرابة ان تتصدر قيادات داعش , من كانوا هم في طلائع فدائيي صدام او في غيرها من المؤسسات الارهابية , وان نهجهم الحالي في القتل وارتكاب المذابح البشعة , هو استمرار لنهجهم السابق حرفياً , لانهم تربوا على الجريمة والقتل وسفك الدماء , ويبقى حنينهم الى قائدهم المقبور , رغم شماعة الاسلام براياتهم السوداء المشؤمة , لذلك حين تتحدث الوسائل الاعلامية , عن وجود في اوكارهم الارهابية , مليئة بقناني الخمر والحبوب والمخدرات والحشيشة , وحتى المجلات الاباحية , لانهم تربوا على الفساد والرذيلة والشذوذ , ولكن الطامة الكبرى التي كسرت ظهر العراق , بان القادة السياسيين الجدد , اعتمدوا على بعض العناصر البعثية من خلال الخداع , لانهم تعلموا من مدرسة البعثية , على ان يغيروا جلودهم السياسية بنفاق الف مرة ومرة وبكل يسر وسهولة , لذلك ليس غرابة اوعجب في انهيار المؤسسة العسكرية والامنية , لانها تحت اشرافهم ومسؤولياتهم بشكل كامل . لذلك سلموها الى رفاقهم السابقين , قطاعات عسكرية جرارة وكبيرة العدد , دون مقاومة , مع اسلحتهم المجهزة باحدث التقنية العسكرية المتطورة , التي كلفت خزينة الدولة مليارات الدولارات , كوفاء رفاقي , حتى يقوم تنظيم داعش باعنف وابشع المجازر الوحشية , ضد الجنود والسكان الابرياء , في الانتقام البشع ضد كل مكونات الشعب واطيافه , لذلك لايمكن ان يرى العراق الانفراج في الازمة , او يحسم المعركة لصالحة , إلا بتطهير المؤسسة العسكرية والامنية , وتقديم المقصرين والخونة الى المحاكم العسكرية , ليكونوا درساً بليغاً , لكل من يحاول ان يخون العراق |