أتقوا الله في مال الشعب
زوزان صالح اليوسفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زوزان صالح اليوسفي

رأى أطفال في عمره يرتدون ثياباً جديدا، فدخل البيت باكياً شاكياً إلى إمه، وألح أن يقتنوا له ثوباً جديداً مثلهم، قالت له أمه: أنتظر يا عزيزي ريثما يحضر والدك وبعد أن ينتهي من صلاة الظهر.
وحضر أمير المؤمنين بعد الصلاة وجلس ليتغدى ما قسم الله بها، وحتى إذا أنتهى أخبرته أم الحسنين أن يشتري ثوبا لولدها؟
تهجم وجه أمير المؤمنين عليه السلام وهمس لها: لا أملك النقوداً لشرائها الآن!؟، ثم فكر عميقاً ونهض ليدلف غرفة السيوف، فأختار منها سيفاً وخرج ولم يكلم أحداً في البيت، وفي سوق الكوفة عرض أمير المؤمنين وخليفة المسلمين سيفه للبيع، وأنذاك تقدم منه بعض المتزلفين وذوي المنافع والمتلاعبين بقوت الشعب، يعرضون عليه ثياباً وهدايا، ولكنه رفض وأصر على بيع السيف ليشتري بثمنه ثوباً لولده ثم قال قولته الشهيرة: أتقوا الله في مال الشعب.
وفي دنيانا كم من ذوي الضمائر الميتة يتلاعبون في قوت الشعب، وأمير المؤمنين لا يملك ثمن ثوب لأحد ولديه.
( الحق أن القلم يقف حائراً وهو يتناول سير أؤلئك الأفذاذ العظام، وبين تناقضات دنيانا الصارخة في هذه الأيام!!! ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat