الزمن النوسترادامي و بدء العلامات الجزء الثالث
سليمان علي صميدة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سليمان علي صميدة

** موت الملك
7,23
Le Royal sceptre sera contrainct de prendre, // Ce que ses predecesseurs avoient engagé, Puis que l'anneau on fera mal entendre, // Lors qu'on viendra le palais saccager.
الرمز الملكي مكره على تحمل عبء // ما التزم به أجداده السابقون // و لكونه الخاتم فلن يطاع بسهولة // و ذلك عندما يخرب القصر الملكي .
- عبارة (Royal sceptre) تعني كل رمز للسلطة الملكية كالصولجان أو التاج . و في الكلمة 12حرفا بالتمام و هي ترمز إلى الإمامة و هي المسؤولية العظيمة التي كلف الأئمة السابقون الإمام الثاني عشر المهدي ع مهمة إنجازها و إتمامها .
- (l'anneau ): - الخاتم الذي يوضع في الإصبع او الشخص الأخير الذي يختم مجموعة من الناس. إذن فالكلمة ترمز إلى الإمام الثاني عشر خاتم الأئمة الكرام الذين بشر بهم الرسول ص فقال متحدثا عن المهدي ع : (..بل منا يختم الله به الدين كما فتح بنا). و استعمال هذه الكلمة بالذات يعني أن الشاعر يعرف العربية جيدا .
و الإمام ع سيجبر على تحمل تلك المسؤولية لأنه ( الحافظ لما استودع) و لأن الكثيرين سيرفضون الاعتراف به و تحاربه جميع الطوائف و الملل و النحل و لعل أشدهم عداوة له المسلمون إلى درجة أن يقال له في الكوفة :(ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة.)
في كامل آثار نوستراداموس شعرا و نثرا لم يرد ذكر كلمة (l'anneau ) إلا مرتين:
* في هذه هي الرباعية 7,23.
* في جواب غامض عندما سأله صديق عن موعد ظهور العاهل الكبير فأجاب :
(Anulus adveniet cum libram falcifer ibit à purissimo sole (
(l'anneau arrivera à partir du soleil le plus pur, quand le porteur de faux entrera dans la Balance.(
(يأتي الخاتم عندما يكون زحل في الميزان و تكون الشمس غاية في الإشراق.)
إشراق الشمس مصطلح فلكي تنجيمي يعني تحكم الشمس في سنة معينة و قد قدر أحد الفلكيين الفرنسيين المدة الزمنية من 2009 إلى 2017 . و الله أعلم .
إن الشاعر استعمل كلمة (anneau) مرتين فقط و هي تدل حصرا على الإمام المهدي خاتم الأئمة الاثنى عشر و به يختم الله سبحانه و تعالى أمر الديانات كلها فلا مصلح بعده.
و سيحين كل ذلك عندما يخرب قصر ملكي و يبدو أنه قصر آخر ملك يبدأ بحرف العين
و تخريب القصر إشارة إلى زوال السلطة إما في صورة انقلاب كامل أو نتيجة لموت الشخصية الأولى . و هذه العلامة من أوكد العلامات على قرب الظهور . و سيكرر الشاعر ذكر هذه الشخصية في رباعيات أخرى و يربطها بالمرض الشديد أو الموت المباغت .
4,14
La mort subite du premier personnage // Aura changé et mis un autre au regne : // Tost, tard venu à si haut et bas aage, // Que terre et mer faudra que on le craigne
الموت المباغت للشخصية الأولى // يمكن من ارتقاء آخر إلى السلطة // مجيئه المتقدم و المتأخر قديما جدا و حديثا جدا // ليرتعب منه برا و بحرا .
الشخصية الي تموت بغتة هو الملك ذو العين و بموته ينتقل الحكم إلى غيره و رغم أن الأحاديث الشريفة تشير إلى نوع جديد من الحكم ذي الأيام و الأشهر لا السنين الطوال إلا أن البيت الثالث يجعلنا متأكدين بأن الحاكم الذي يرتقي إلى السلطة هو الإمام المهدي ع إلا أن المتحدث عنه في البيت الثاني يبدو نكرة نوعا ما (un autre) و كأنه من أولائك الذين يحكمون أياما و أشهرا فقط . و علاوة على ذلك فإن الرباعية تقدم خصائص مكررة عن عمد لا تتوفر إلا للإمام ع :(Tost= haut = قديما جدا // = tard bas aage= متأخر جدا ). فهو الإمام الوحيد على وجه الأرض الذي جاء منذ قرون عديدة و سيعود في متأخر الزمان بعد الغيبة الطويلة .
و مجيئه سيرتعب منه كل الملوك و الحكام و الجيوش و سينصر بالرعب (craigne ) في طول الأرض و عرضها برا و بحرا و جوا أيضا .
10,56
Prelat royal son baissant trop tiré,// Grand flux de sang sortira par sa bouche, // Le regne anglicque par regne respiré, // Long temps mort vifs enTunis comme souche.
العاهل الملكي منعزل و صوته ضعيف // دم متدفق يخرج من فمه //الحكم الإنجيلي يتنفس الصعداء // حي ميت طويلا في تونس مثل جذع يابس.
الحكم الإنجيلي إشارة واضحة إلى حكم آل البيت ع الآتي الذي سيتنفس الصعداء و يستبشر بموت الملك المريض و المنطوي على نفسه و الذي يتدفق الدم من فمه و بموته يقترب موعد الظهور فيفرح المنتظرون. قال أبو جعفر ع : ( من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم، ) ثم قال:( إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور و الأيام ).
البيت الربع إشارة إلى وضع تاريخي تونسي خاص و هو قيام الدولة الفاطمية التي انتقلت إلى مصر و أسست القاهرة و جامع الأزهر ثم انتهى وجودها في تونس إلا أن مدينة المهدية لا تزال موجودة إلى اليوم و تذكر بالدولة القائمة في التاريخ فقط فهي مثل الجذع اليابس الميت واقعا و الحي تاريخا .
3,92
Le monde proche du dernier periode, // Saturne encore tard sera de retour :// Translat empire devers nation Brodde,// L'oeil arraché à Narbon par autour. الدنيا قريبة من مرحلتها الأخيرة// زحل متأخرا سيعود مرة أخرى // تتمزق الإمبراطورية عند أمة الظلام أو الغروب //العين تنزع من نوربون دائريا
في بعض أبيات هذه الرباعية غموض سنحاول الكشف عنه قدر المستطاع .
البيت الأول غاية في الوضوح فالشاعر ينذر بأن الدنيا قد اقتربت من مرحلتها الأخيرة. يقول الإمام المهدي ع (..فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع..) . ويربط الشاعر ذلك بثلاثة أمور :
/1كوكب زحل سيعود مرة أخرى متأخرا . و زحل الكوكب المعروف يدور حول الشمس دورات معروفة و ثابتة و لا تنطبق عليه مقولة العودة مرة أخرى إلا أن الظاهر أن لزحل هيمنة و سلطة فلكية إذا ما حلت أخضعت الأرض و سكانها إلى مجموعة من الخصائص و الأحداث . و إذا كان لزحل عودة فهذا يعني أنه تحكم في الأرض سابقا . و الفلكيون يعتبرون هذا الكوكب رمزا للشر و الشؤم و الأحداث السيئة المتسلطة على الناس .
على أن هناك تفسيرا آخر طريفا لزحل ربما يكون هو المقصود . سأل ابو عبد الله ع سعد اليماني عما يقول المنجمون عن زحل فقال سعد (اليماني): نجم نحس، فقال أبو عبد الله ع: لا تقل هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين، وهو نجم الأوصياء، وهو النجم الثاقب الذي قال الله تعالى في كتابه ".
والشاعر عندما يعلمنا بأن زحل سيعود مرة أخرى متأخرا فكأنما الثابت في عقولنا أن زحل لن يعود أبدا مرة أخرى و كأن الثابت عندنا أيضا أنه جاء سابقا و انتهى أمره و في هذه الحالة يأتي الشاعر ليصحح فكرة خاطئة و يعلمنا بأن عودته ستكون و لكن متأخرة . لقد أكد على ذلك شعرا و نثرا و كأن تأكيده ينطوي على التحذير أو شبه التخويف . و إذا كان مقصود الشاعر هو الإمام علي ع - و هو المرجح - فإن عودته و رجعته و كرته في العصر المهدوي ثابتة و مؤكدة و ليس هو لوحده بل هناك عظماء آخرون عبر تاريخ البشرية سيعودون إلى الحياة الدنيا قبل يوم القيامة و ذلك مصداق الآية الكريمة : (و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين .) أي أنهم يرثون الأرض و يوم القيامة الكبرى تطوى السماوات بأراضيها فلا سماء و لا أرض إذن فشأن الإرث يقتضي وجود الأرض الموروثة و لا يتسنى ذلك إلا قبل القيامة الكبرى .
و هذا لم يحدث في التاريخ أبدا إذ أن الأنبياء و الأوصياء و المؤمنين قد حوربوا و قتلوا و هجروا و شردوا و تأويل الآية لم يقع بعد و سيتم في العصر الألفي الذهبي العظيم .
2/ هناك امبراطورية كبيرة سيصيبها تفكك و انحلال و تمزق و تقع في بلاد الغروب أو الظلام nation Brodde و كان المحيط الاطلسي يسمى ببحر الظلمات و يبدو أن هذه البلاد هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسميها النبؤات ببابل الجديدة و التي سيحل بها عقاب شديد بموجبه تغرق و تحترق و تتمزق . و حدوث هذا الأمر هو من علامات قرب نهاية المرحلة الأولى من الحياة الدنيا .
3/ العلامة الثالثة هو موت حاكم اسمه يبدأ بحرف العين هذا ما يلغزه البيت الرابع و سنشرحه في مستويين اثنين :
المستوى الأول : L'oeil عين الكلمة هو الحرف الأول و كلمة par autour تعني دائريا أي هناك حرف ينزع من أول الكلمة و من آخرها و فعلا فإن كلمة Narbon تبدأ و تنتهي بنفس الحرف لو جذفناه ( arraché) لتحصلنا على كلمة arbo و المقصود بها بلاد العرب .
المستوى الثاني : عين بلاد العرب هو الشخص الأول الرئيس أو الملك و اقتلاعه بمعنى إزاحته عن الملك و يقوم بذلك حاشيته( par autour ) و هذا الحاكم يبدأ اسمه بحرف العين (L'oeil ). و هذا لا ينطبق على أي بلد أوروبي لأن حرف العين لا يوجد عندهم . والكثير من أحاديث آل البيت قد تحدثت عن هذا الشخص و ذكرته بالاسم .
و فترة الحكم من وفاة الرسول ص إلى قيام القائم ع قد انفتحت بنفس الاسم وبه تنغلق و البداية من بلاد العرب ومنها النهاية. و هناك إشارات الى ثلاثة عيون أولا و آخرا .
** الأموات الأحياء:
يبدو أن الولايات المتحدة بدات تستعد لمواجهة جيش الأموات الأحياء الذي لا وجود له إلا مع الامام القائم ع :
((جهزت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" خطة حقيقية وجادة لمواجهة الموتى الأحياء "الزومبي"، وحماية البشر منهم حال ظهورهم على كوكب الأرض. ومن المعروف أن "الزومبي" هي مجرد فكرة مطروحة في أفلام الخيال العلمي ، لكن الوزارة وضعت خطة بالتفاصيل الاستراتيجية الواجب اتباعها لحماية البشر، والحفاظ على الاستقرار، وذلك وفقا لما نشرته مجلة "فورين بوليسي" العالمية تقرير منقول عن مركز القيادة الاستراتيجي ردًا على طلب من الجيش الأمريكي، ويجري حاليا التدريب عليها..))
10,74
Au revolu du grand nombre septiesme, //Apparoistra au temps ieux d'Hecatombe, //Non esloigné du grand aage milliesme,// Que les entrez sortiront de leur tombe.
عند انتهاء دورة الرقم الكبير السابع // يظهر في زمن لعب المجازر الكبرى //غير بعيد عن العصر الألفي الكبير // ليخرج الداخلون قبورهم من القبور
كلمة revolu متأتية من revolution و هو مصطلح فلكي يعني الدورة التي يقوم بها كوكب ما حول الشمس في مدة زمنية محددة و دورة السابع الكبير الإمام المهدي ع هي انتهاء غيبته الكبرى و ظهوره . و من علامات ظهوره المجازر الكبرى التي وصفها باللعب و ذلك أن الحروب في عصرنا تعتمد على الآلات و الأزرار بحيث يكتفي أن تضغط على زر واحد بإصبع واحد وكأنك تلعب لينطلق صاروخ فيدمر مدينة بأكملها . و البيت الثاني قد يؤل أيضا بالألعاب الاكترونية المنتشرة و فيها حروب و مجازر تحاكي الواقع و لا تعدو أن تكون لعبا. و ظهور الإمام ع هو دلالة على اقتراب العصر الألفي الكبير الذي سينهي المرحلة الأولى من الحياة الدنيا لتبدأ المرحلة الثانية.
و يذكر الشاعر أمرا لا يعترف به إلا أتباع آل البيت و هو عودة الأموات إلى الحياة الدنيا . قد روي عن الإمام الباقر ع أنّه قال : " كنت مريضاً بمنى وأبي ع عندي ، فجاءه الغلام فقال : هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك . فقال أبي ع : أدخلهم الفسطاط ، وقام إليهم ودخل عليهم ، فما لبثت أن سمعتُ ضحك أبي ع قد ارتفع ، فأنكرت ذلك ووجدت في نفسي من ضحكه وأنا في تلك الحال . ثم عاد إليَّ فقال : يا أبا جعفر ، عساك وجدت في نفسك من ضحكي ؟ فقلتُ : وما الذي غلبك منه الضحك ، جعلت فداك ؟ فقال : إنَّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمرٍ كان مَن مضى مِن أبائك وسلفك يؤمنون به ويقرون ، فغلبني الضحك سروراً أنَّ في الخلق من يؤمن به ويقرُّ . فقلت : وما هو ، جعلت فداك ؟ قال: سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين "
و العائدون من الموت هم صنفان : صنف محض الإيمان محضا و هم المؤمنون المظلومون و صنف محض الكفر محضا و هم الكافرون المتجبرون الظالمون و سيقتص المؤمنون من الظالمين قصاصا لا مثيل له . كل ذلك يقع في الحياة الدنيا قبل يوم القيامة الكبرى . و نوستراداموس على يقين تام من هذا الأمر فهو يستعمل صيغة الأمر فكأنما الحدث يقع أمام عينيه : ( ليخرج الذين دخلوا القبور من قبورهم ) و هو لا يصفهم بالموتى و إنما يسند إليهم فعل : (دخلوا ) فكأنما هم أحياء في قبورهم و هو هنا يتحدث عن المؤمنين فقط لأن أبدانهم ستكون كاملة غضة طرية فهم سيخرجون مثلما دخلوا. و يقول مأثور آل البيت إن هؤلاء الموتى المبعوثين سيشاركون في حروب الإمام المهدي و سيقتلون الأعداء قتلا غريبا تعجب منه الإمام علي ع أشد العجب ..
و الشاعر حينما يأمرهم بالخروج ( Que les entrez sortiront de leur tombe ) قد انتقل من أسلوب الخبر أو التنبؤ إلى أسلوب الطلب ليصبح بذلك مشاركا في التعجيل بالحدث فكأنما هو يطلب منهم الاستعداد للقتال كما في دعاء العهد ( فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر و البادي .).
وتشير أحاديث آل البيت أن مطرا خاصا غزيرا سينزل بين جمادي الثانية و رجب و يحيي أجساد الموتى و في الإنذار التالي إشارة إلى ذلك المطر المأمور الذي يختار قبورا معينة و كأنما هو يوزع استدعاءات مضبوطة لأناس معينين :
* CII. Octobre.
La bouche & gorge en feruides pustules, //De sept Grands cinq. touxdistillante nuire: //Pluye si longue. à non mort tournent bulles, //Le Grand mourir, qui tres tous faisoit luire.
اعتمد اللغز هنا على خلط أجزاء الجمل ببعضها البعض خلطا غير المعنى بالتمام .
الإنذار يتحدث أولا عن مسؤول كبير مريض جدا وثانيا عن السابع الإمام ع و ثالثا عن المطر و الأموات لذلك نعيد تركيب الجمل و نفصل بين المواضيع الثلاثة كما يلي :
1 Le Grand mourir toux distillante nuire // La bouche & gorge en feruides pustules // 2 De sept Grands cinq qui tres tous faisoit luire // 3 Pluye si longue. à non mort tournent bulles,
الكبير يموت و هو يسعل بطريقة سيئة // بثور تنتشر في فمه و عنقه // السابع من خامس العظماء سيتشر نوره قريب // مطر مستمر يبعث الأموات من القبور.
هناك مسؤول كبير مريض سيموت في حالة سيئة و قد تحدث آل البيت عن موت هذا الشخص و في ذلك علامة لقرب ظهور الإمام المهدي ع السابع بعد خامس العظماء فينتشر نوره ( و أشرقت الأرض بنور ربها) و يظهر أمره قريبا بعد موت ذلك المسؤول الكبير .
و العلامة الثانية أن مطرا سينزل لمدة طويلة . و كلمة (bulles ) تعني أمرا مختوما دينيا أو سياسيا لاستدعاء شخص بارز معين . و عبارة ( à non mort ) أي غير أموات و لو كانوا أحياء فعلا لما أشار إلى الموت أصلا فهم إذن غير أحياء و غير أموات و بنفس الدرجة أحياء و أموات لهم وضع خاص يختلف عن بقية البشر العاديين فهم أموات منذ قرون و لكن أحياء بأجسادهم الكاملة في قبورهم . و حدثت قصة من هذا النوع في مقبرة في البصرة إذ كانت شركة أجنبية تحفر مجاري للبلدة فعثروا على قبر قديم و وجدوا الميت طريا كأنه ميت ليومه فحركوه و إذا به يقوم صائحا : (هل ظهر الحجة ؟) ففر العمال اليبانيون و العراقيون مرعوبين ثم سقط ثانية و بقي مطروحا حتى رجع إليه جماعة و أعادوا دفنه و جعلوا له ضريحا يزار ..هؤلاء هم الذين سينزل من أجلهم مطر فيه ماء الحياة فيبعثهم من جديد و يخرجون بأكفانهم ينفضون التراب عن أجسادهم الطاهرة ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ.)
و شبه الشاعر هذه العملية بتوزيع استدعاءات دينية مختومة بأمر إلهي فهناك موتى معينون مقصودون لا يتجاوز الأمر إلى غيرهم و هم الذين بإيمانهم الكامل سينصرون الإمام المهدي نصرا عجيبا تؤازرهم ملائكة السماء فالمعركة هي آخر معركة فاصلة فوق الأرض يتقابل فيها المؤمنون بشرا و ملائكة و الكافرون بشرا و شياطين . و الشياطين سيظهرون عيانا أمام الناس و سيقاتلون جيش الإمام ع في الكوفة و عندئذ يكون مصرع الشيطان و جنده مصرعا لا عودة بعده و تضع الحرب أوزارها و يستريح المؤمنون من كيد الشيطان إلى يوم القيامة الكبرى.
و من أنصار الإمام المهدي ع سلمان الفرسي فعنه قال:( قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إن الله تعالى لم يبعث نبيا ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً) فقلت :( يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ). فقال: (هل علمت من نقبائي الإثني عشر الذين اختارهم للأمة من بعدي؟ ) فقلت :(الله ورسوله أعلم ) فقال: ( يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه . ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين .ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة ودعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً ! وكنا نوراً نسبح الله ثم نسمع له ونطيع .) فقلت: (يا رسول الله بأبي أنت وأمي فلمن عرف هؤلاء ؟) فقال: (من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم و والى وليهم وعادى عدوهم ، فهو والله منا يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن .) فقلت:( يا رسول الله وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ ) فقال: (لا .) فقلت:( يا رسول الله فأنى لي بهم ، وقد عرفت إلى الحسين؟) قال: (ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد الباقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبراً في الله ، ثم ابنه علي بن موسى الرضا لأمر الله ، ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله . ثم قال: يا سلمان إنك مدركه ، ومن كان مثلك ، ومن تولاه هذه المعرفة). فشكرت الله وقلت: (وإني مؤجل إلى عهده ؟) فقرأ قوله تعالى: (فَإذا جَاءَ وَعْدُ أولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً.) قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي ، وقلت: (يا رسول الله أ بعهد منك؟) فقال: ( أي والله الذي أرسلني بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا ، أي والله وليحضرن إبليس له وجنوده ، وكل من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربك أحداً ، وذلك تأويل هذه الآية ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) . قال: فقمت من بين يديه ، وما أبالي لقيت الموت أو لقيني).
10,71
La terre et l'air geleront si grand eau // Lors que viendra pour Ieudy venerer,
Ce qui sera iamais ne fut si beau,//Des quatre parts le viendront honorer.
من السماء تهطل أمطارا غزيرة على الأرض // و ذلك عندما يجل الناس الخميس //جماله لا مثيل له البتة // يأتي الناس من الجهات الأربع لبياركوه .
المطر الغزير هو الذي أشار إليه آل البيت في أحاديثهم و ينزل بين جمادي الثانية و رجب و هو من علامات الظهور المقدس .
عن أبي عبد الله (ع) قال: (إذا آن قيام القائم أمطر الناس جمادى الآخرة وعشر أيام من رجب لم تر الخلائق مثله)..
وذكر المفيد في الإرشاد: (ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحي بها الأرض بعد موتها وتعرف بركتها).
ثم ذكر الشاعر في الأبيات الثلاثة الباقية الإمام المهدي الذي يمتاز بجمال و بهاء فائق لا مثيل له عن الإمام محمد الباقر ع قال:( ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، فإن أدركت زمانه قرت عينك). و ينتشر نوره و بهاؤه و يطيعه كل الخلق من الجهات الأربع فيتوافدون عليه لمباركته و مبايعته. يقول الإمام العسكري مخاطبا ابنه العظيم : ( ..قدمت طبقات الأمم إلى مبايعتك ...) و( تزحف أمم العرب لبيعة المهدي بالرضا والرضوان). و رمز إليه الشاعر بيوم الخميس و هو يوم المشتري الذي يضرب به المثل للجمال الفائق .
و في الرباعية الثانية بعد الماضية ( 10.73 ) استعمل الشاعر عبارة ( jovialiste grand) أي الكبير ذو البهاء كبهاء المشتري ( jupiter ) للدلالة على الجمال غير العادي .
و في الحديث القدسي :( ... بالقائم منكم، أعمر به أرضي، بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي.)
و من ناحية أخرى فإن عبارة Ieudy venerer قد ترمز إلى خميس يوم السقيفة الذي حدث فيه انقلاب ضد الإرادة الالهية سينتج عنه انتقام إلهي فكأنما الإمام المهدي ع يعيد شرح القضية و يفسر ما تعرض له آل البيت من ظلم كبير .
** ظهور الشياطين أمام البشر :
1,91
Les Dieux feront aux humains apparence,// Ce qu'ils seront autheurs de grand conflict,// Auant Ciel veu serain espee et lance, // Que vers main gauche sera plus grand afflict.
الآلهة يكشفون انفسهم أمام البشر// أولائك المتسببون في الصراعات العظيمة // و قبل ذلك ترى في السماء الصافية سيوف و رماح // و ليكن الهلاك في اتجاه اليد اليسرى .
فسر البعض الآلهة بالحكام و الملوك لأنهم كانوا لا يظهرون أمام العامة و بوسائل الاتصال الحديثة أصبحوا يظهرون في كل وقت . و هذا التفسير لا يستقيم لأن الملوك قديما كانوا يظهرون أمام الناس . و زيادة على ذلك فإن التقابل واضح بين الآلهة و البشر فهما صنفان مختلفان و الصنف الأول هو مختف و لا يرى أصلا لبني البشر . و هؤلاء الآلهة هم يعبدون و هم مصدر الشر و القتال و الصراع و الحروب في التاريخ البشري . و هؤلاء لا يكونون إلا الشياطين و الأبالسة و كبيرهم المسيح الدجال فهؤلاء هم مصدر شقاء الإنسانية من عهد آدم ع إلى قيام القائم ع . عن أبي عبدالله (ع) قال( ان إبليس قال: أنظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه وقال: إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشيائه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم.)
ومثلما تنزل الملائكة و يبعث المؤمنون الأموات أولي بأس شديد لمناصرة الإمام ع فإن تجسد الشياطين في أجساد مرئية سيتم أيضا لتقع بين الطرفين آخر معركة في الأرض .
و قبل ظهورهم للبشر ترى في السماء صواريخ و أسلحة دمار تشتعل و هذه إشارة إلى حرب عالمية ثالثة . و يبدو أن الهلاك و الدمار سيصيب جهة معينة حددها الشاعر باليد اليسرى و قد تفسر تلك الجهة بالمعسكر اليساري السابق أي روسيا . و حينما يقف الشاعر في جنوب فرنسا متجها نحو القبلة أو الشروق فإن روسيا ستكون على يساره تقريبا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat