صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

هل يستطيع العراق ان يجد طريق الصواب ؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
يبدأ العراق اولى الخطوات في الاتجاه الصحيح , وهو يسجل الايجابية الاولى , في عملية تبادل السلمي لسلطة , وذلك بعدم تجديد ولاية المالكي لمرة الثالثة , واختيار بديل , حاز على قبول وموافقة  , الكتل السياسية , التي عبرت عن دعمها وتأييدها الكامل ,  لمرشح الحكومة القادمة برئاسته , السيد حيدر العبادي , وهذه بادرة ايجابية تسجل لصالح العملية السياسية , المتعثرة والمتقوقعة , في شرنقة الخلافات  الحادة  والطائفية . بالمقابل ابلغ المكلف في تشكيل الحكومة برئاسته , كل  الاطراف السياسية , على اختيار مرشحيهم للحقائب الوزارية , من يمتلكون المواصفات . الخبرة والكفاءة والنزاهة , وان يكون المرشح للحقيبة الوزارة , عامل مساعد في انجاح عمل الحكومة القادمة , وان يملك رؤية ناضجة في العمل الوزاري , ويستند على برنامج عمل متكامل  , وليس اعمال اعتباطية غير مدروسة , او مشاريع فاشلة , لاتقدم فائدة لتطور العراق , وان يضع مصالح العليا للبلاد فوق اي اعتبار او فوق المصالح الطائفية والحزبية الضيقة . لاشك ان هذا التوجه الجديد  , يختلف كلياً عن سلفه نوري المالكي , الذي اعتمد على العشوائية والتخبط , والولاء الشخصي والحزبي , دون المواصفات المطلوبة , لتحمل العمل والواجب والمسؤولية , بذلك تراكمات السلبيات والانحرافات والاخطاء , وتجمعت المشاكل والازمات , التي عصفت في العراق , فقد تعاظم الفساد المالي والاداري , وعمليات النهب والاحتيال والاختلاس , ونشط الارهاب باعلى مراحله البشعة  , وصار القتل اليومي . ظاهرة يومية روتينية , والطامة الكبرى , التي قصمت ظهر البعير , كما يقولون , بانزلاق العراق الى أسوأ مرحلة الانحدار والانحطاط , بولادة الذئاب البشرية , التي خرجت من بطون الكهوف المظلمة ( داعش ) , في ارتكاب  عمليات اجرامية مروعة , يخجل منها الضمير الانساني  الحي , ضد كل مكونات الشعب واطيافه , من الشيعة والتركمان والمسيح والشبك والايزيدين , الذين  اقترفت بحقهم الاعدامات الجماعية والموت الجماعي  , والذبح والتهجير والتصفيات العرقية , ومحاصرة القرى والنواحي , مثل ناحية آمرلي ( لشيعة التركمان ) و20 ألف مواطن شيعي  يواجه الموت المحقق من فرض  الحصار الوحشي  , وكما في الموصل في عمليات القتل الوحشية وتهجير المسيحيين , وكما في سنجار ومناطق اخرى لطائفة الايزيدية , وهم يدفعون ضريبة الموت الجماعي من الذئاب الوحشية ( داعش ) , لذلك كان عهد المالكي , أسوأ عهد على مكونات الشعب واطيافه  , التي دفعت انهار من الدماء , وتوسمت  بالانهيار الوضع الامني بشكل كامل , وبذلك دخل العراق في كوارث دموية , فاقت جرائم النازية العنصرية ,  وانحرفت العملية السياسية , عن الطريق المرسوم لها , واصاب الدولة العراقية , الوهن والشلل والامراض المزمنة والخبيثة , واحتل الخوف والرعب في كل زاوية من العراق ,لذا  فان التركة الثقيلة , التي خلفتها الحكومة السابقة , عويصة وصعبة ومعقدة للغاية , وخاصة تحمل في ثناياها مخاطر جدية من الالغام , التي قد تنفجر في اية لحظة , اذا ما حلت  بشكل صحيح وصائب , ولكن الشيئ الايجابي من الواقع الجديد , افرز حالات جديدة على الواقع السياسي , يصب في صالح اصلاح العملية السياسية المعطوبة , وهذا يحتم على جميع الكتل السياسية المشاركة الجدية والحقيقية , بدعم الايجابي للواقع الجديد , الذي يصب في خدمة المصالح العليا للوطن , والمنفعة الايجابية لشعب , في تخليصه من الارهاب الدموي والفساد المالي والاداري , وتعميق المسار الديموقراطي , بالابتعاد عن الاستئثار والاحتكار, والاخطاء القاتلة , التي قادت العراق الى طريق مسدود , وينبغي على رئيس الوزراء القادم , ان يدرس ويراجع تجربة سلفه , بدقة وعناية , ويستخلص العبر والدروس المفيدة , لمهام مسؤولياته الجديدة , وان يتحرى عن مسببات الاخطاء والانحرافات والسلبيات , وعوامل الشلل والفشل والعجز في المسؤولية , حتى لا يقع مجدداً في مطباتها , وان لا يكون نسخة استنساخ لتجربة سلفه  المريرة لمدة ثماني اعوام عجاف . عليه ان يختار بشكل سليم وصحيح  الطاقم الذي يعتمد عليه , وكذلك الطاقم المحيط به . يجب ان يمتلك رؤية ناضجة للواقع السياسي , وان يمتلك الحس والشعور الوطني لصالح العراق , بكل مكوناته واطيافه , وان يمتلك النزاهة في تحمل المسؤولية , والابتعاد كلياً عن العناصر , التي اثبتت فشلها وعجزها , وكذلك العناصر الفاسدة والمتملقة والانتهازية , وان يكون العمل الحكومي , ينطلق من الروح الوطنية , البعيد جداً عن الطائفية والحزبية الضيقة , عند ذاك نستطيع ان نقول بثقة كبيرة , بان العراق سينتصر حتماً على الذئاب البشرية ( داعش ) , ويبدأ العراق يخطو بثقة الى الامام
جمعة عبدالله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/18


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : هل يستطيع العراق ان يجد طريق الصواب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net