صفحة الكاتب : زوزان صالح اليوسفي

لنبدأ من جديد
زوزان صالح اليوسفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن الخصومات السياسية العنيفة والأوضاع الشاذة المزمنة التي تحكمت في وطننا العراق على مدى الحكومات والأنظمة المتعاقبة التي تحكمت فيها منذ سنين طويلة خلقت أوضاع شاذة ومزمنة في البلاد وخصومات سياسية عنيفة بين القوى الوطنية, وأنزلت على شعبنا الصابر الكثير من المحن والنكبات شملت كافة نواحي حياته, كان ولا يزال هذا الشعب الصابر يقاسي أمر العذاب من أخطاء الأنظمة التي مارست الدكتاتورية ضد شعبه الصابر، نحن في غنى عن سردها ولكن مازال الكابوس لم ينزاح عن كاهل هذا الشعب المظلوم، وما زال يجرع كؤوس العلقم نتيجة الترسبات والأخطاء السابقة،  لقد أستطعنا أن نبتر النظام الدكتاتوري ومارسنا حرية الرأي والصحافة نوعاً ما، وأستطعنا الخوض في الحياة الديمقراطية على قدر أستيعابنا لهذا المفهوم الذي فقدناه لسنين طويلة، وأستطعنا.. وأستطعنا....
ولكن علينا بضرورة إعادة النظر بمواقفنا وسياستنا وأن نعمل بإصرار على أن تكون لبلادنا خطة واضحة المعالم بينة الأتجاه وأن تركن إلى الشعب بكل فئاته وأتجاهاته للإسهام بهذا التخطيط الذي يتعلق بالمصالح العليا للعراق بأسره وأن نقلع الأتكالية والأنانية والأرتجال والفوضى والفردية وسرد الحجج على الأحداث التي فرضتها علينا الظروف والأحداث البعيدة والقريبة لما عانه بلادنا وشعبنا من ويلات الحروب ومن الأنظمة الفاشلة المتعاقبة. 
إن الوضع القائم في بلدنا من الفوضى وعدم الأستقرار والفساد المنتشر والأعمال الإرهابية والفردية والأنانية و..و...الخ لايمكن تجاوزه بسهولة إذا لم نتحلى بالصراحة والحزم ونتخلى نهائيا عن المصالح الذاتية والضيقة ونتفتح بروح الديمقراطية على كافة القوى الشعبية ونحشدها ونعبئها في تنظيم وتركيز حول أهداف واضحة المعالم محددة النتائج لنرسم طريق الخلاص لهذا الشعب الذي عاش ولا يزال أقسى وأمر التجارب خلال فترة غياب الديمقراطية عن العراق التي أدت إلى أزمة مستعصية تحتاج إلى هذا الحشد الشعبي المنتظر لتتخطى الأزمة ولتقيم صرح المجتمع المنشود .
إن الحل الوحيد لمعضلات الحكم والسبيل القويم لتجاوز كل التراكمات والتناقضات هو المبادرة إلى الأنتخابات النزيهة الصادقة، وأن الشعب هو الذي يملك حق العزل السياسي وحده عن طريق الأمتناع عن أنتخاب كل فرد أو فئة أو حزب لا يثق به وليس أهلا لتمثيله في البلاد، إن الأنتخابات والنظام البرلماني الدستوري النزيه والسليم هو أسلم سبيل في هذه المرحلة التاريخية للبلاد وهو القادر حقاً على إيجاد وحدة عراقية شاملة وواسعة تلف مجموع القوى والفئات القومية والوطنية وهو الصمام الأمين والأكيد للمحافظة على حكم الشعب المنتظر ونظامه.
إن تشجيع الشعب على ممارسة حقه الدستوري في الترشيح والأنتخابات وإنبثاق حكومة وطنية ديمقراطية يبدد كل الأحقاد ويعزل القوى المعادية للشعب ويحرمها من كل أسلحتها ويعري ويجهض أهدافها الهادفة إلى الأستيلاء على الحكم من وراء ظهر الشعب.
حتى لو كنا نؤمن أو نعتقد بأستحالة إمكان تحقيق كل متطلبات الإعداد السليم للحكم الديمقراطي في ظل أنتخابات في مثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها فإننا نؤكد على إصرار الشعب بكل فئاته وقواه لإنجاز هذه المهمة وبإصرار مهما كانت نتائجها، علينا بضرورة إعادة النظر بمواقفنا وبسياستنا ولنتعظ من أخطائنا، ولنكن لبعضنا لبعض كالبنيان المرصوص يشد بعضنا بعضا ولنطوح بكل الشكوك ونبدد الأقاويل ونثبت وحدتنا وحريتنا ونحقق العدالة في كل أرجاء بلادنا، وأن نعمل بإصرار على أن نكون لبلادنا خطة واضحة العالم، ولنبدأ من جديد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زوزان صالح اليوسفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/30



كتابة تعليق لموضوع : لنبدأ من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net