
لا أعرف ما ومن الذي دعاني لكسر وحدتي وصمتي , أهو الشيطان ؟ أهو الله ؟ لا اعرف كيف ولا ؟ ولِمَ ؟ لا اعرف شيئا , فعقلي الآن يرتجف كما هي يدي , خرجت من وحدي وصمتي ولا أعرف كيف , وجدت الناس يلهجون باسمك ولم أستغرب , فأنت القاسم بين الجمال وسواه وانت ميزانه , ولكن الانقباض تسلل الى نفسي , ولا أعرف لمَ ؟ أتراني أراك وانت تسمو روحا نحو الله ؟! تطير نحو الله لتترك لنا " حاويات بلا وطن" ؟! وتترك الروح بلا نوافذ أخرى ؟! أية " طقوس وحشية" تلك التي يؤديها الموت ؟! نعم سترتاح من مرضك ؟ ولكن من سينتظر معي يوم ميلادي ليهنئني قبله من حيث أغفل انا عن نفسي ؟! نعم هل نسيت نفسك ؟ من حيث كان الموت متربصا , أنسيت أن تطرده ولم تنس ميلادي ؟! تباً لي اذن !!
كل يوم أدرك ان لا متسع لفراشة في أرضنا !! حاويات عندي لا وطن هكذا كنت تقول , أأرثيك ؟ وانت الذي رثيت الفجر ؟ ألم تقل بانه ( ليس عشاءنا الأخير ) لمَ تؤملني بعدما أغلقت على نفسي كل الأبواب ؟ , ثم تأتي لتغلق أبوابا فتحتها أنت ؟ !
والله أنا أعزفُ لك دمي " على حراك من الجمر " , ف" معك انتصفت أزمنتي" ,
ثم ماذا ؟ أتتركنا " موتى بلا تأريخ "؟ تضربنا "رماح الفجيعة " , ونجلس صامتين , ويعلو " حوار المصاطب " و " مواطن " ينتظر الموت و" جرافاته التي لا تعرف الحزن"
هل يعرف الموت حزني عليك ؟ والله لن يعرف لأنه لم يجرب كينونتي , ف " دمي محطات وظل " , نعم كل دمي حزن في حزن , أتذكر حين دعوتني يوما لأضحك ؟ ما بالك أنسيت ؟ آه , كيف تأخذ مني كل دعوة وجهتها لي , هل ستعرفني لو رأيتني يوماً في سماءك الأخيرة هل ستبتسم لوجوهنا التي أصفرّت تعبا قائلا " لنشرب اذا "
أم ستتركني ل " أحلام في موضع منهار "
يغزلني " خريف الوحشة " ويدعوني الى ماضٍ مليء بالذكرى وبالألم
هل سيسمعني الله وأنا اصرخ ؟ هل سيختلط عليه صوتي بصوت الدموع ؟ أيهما أبلغ ؟ أأصرخ بالموت " سيادتكم " سرقت مني الماً أنتشي بوجوده , وسلمتني ألماً يسحبني حيث الضياع ؟
من سيطرد من رأسي " أوهام الغابة " التي تضحك هزوا مني حيث رميتني ب " مساكن الخريف "
هل سيفهم الموت " تراتيل العيون " ؟ هل ستجد في تلك السماء خشبة ً تجلس فوقها منهكا ً ؟ حياتك خشبة ؟ والله كم تمنيت لو صنعوا لك من خشبات مسرحك تابوتاً يلفون به قرص شمس يهرب الى هناك ويركنا و " صدى الصمت " مزروعاً في قوقعة آذاننا وفوق منائرنا الحزينة
ارحلْ نحو " وطن سقفه السماء " ودعك مني فأنا مجبول على الحزن , ولدت حزينا ورضعت الحزن وفطمت عليه , كان شرابي الأول وغذائي الأول وصمتي الأخير , وما محاولاتك التي دعوتني يوما بها قائلا ارمي حزن وابحر , ما كانت الا محاولة تجريبية في حزن متوارث , س "أصرخ في وجه الذات " مهدئا من روعي معلنا أن الارض " مجرد نفايات "
فإلى روحك الكريمة أرفع اسمى آيات الحزن موصولا بالمحبة الأبدية
مسلم بديري
منفى الروح / 2012