الاختلاف حول اسم الامام المهدي
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شبهة اسم الامام المهدي عليه السلام اعتقد من اوهن الشبهات وقد تعرض لها كثير من كتابنا وفقهاؤنا وقد ابدعوا تاريخيا في الرد عليها منقبين ومدققين عن اصل الحديث ورواته وقد كان لمركز الابحاث العقائدية والسيد علي الميلاني ردود تفند ادعاءات القوم بان اسم الامام المهدي هو محمد بن عبد الله طبقا لاحاديث اعتمدوها ومن مصدر واحد ليس معتمد اصلا عندهم فاصل الحديث الذي يحتجون به هو \"لاتذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي, يواطئ اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي\".

كل من روى هذا الحديث جاء عن طريق عاصم بن ابي النجود المتوفى ( 127هـ ) فقط والمصادر التر روت الحديث هي: ( المصنّف / ابن أبي شيبة 198:15 / 19493, المعجم الكبير / الطبراني 163:10 / 10213 و 10 : 166/10222, مستدرك الحاكم 442:4 .

وقد روي الحديث بنصوص اخرى الا انها نفس المعنى ونفس السند هذه الاحاديث لم تخرج في الصحيحين وعلى اساس مبناهم ما لا يخرجه الشيخان لا يعتبر صحيح ، اضافة الى ذلك كما أن هذه الأحاديث لم يروها كبار الحفّاظ من المحدّثين كأحمد والترمذي مع تصريح غيرهما بأنّ الأكثر على رواية (واسمه اسمي فقط) من غير هذه الزيادة : (واسم أبيه اسم أبي)

اما المصادر الشيعية التي ذكرت الحديث فانها ذكرته من باب الامانة في نقل كل ما قيل عن الامام المهدي وليس لتصديقه لاننا اذا كنا في الكافي للكليني لا نعتمد اكثر من نصف ما ذكر من احاديث ونحن من يقول عن الكليني بالشيخ الثقة وهو نعم الثقة والامانة في نقل كل ما وصل اليه من احاديث على ان يقوم من بعده اصحاب الاختصاص في تنقية الاحاديث .

اقول : ان هذا الحديث مردود و موضوع بدلالة الاحداث التاريخية التي مرت بها الامة الاسلامية والتي جاءت لترد كذب هذا الحديث ومن هذه الاحداث الدالة على عدم صحة الحديث هي :

1- هنالك من ادعى ان محمد ابن الحنفية ابن علي بن ابي طالب هو المهدي الموعود وسيظهر ليملأ الارض عدلا فلم يرد عليه بان المهدي هو محمد بن عبد الله وليس بن علي .

2- عند وفاة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام ابقى جثته ثلاثة ايام قبل دفنها ليؤكد للناس انه مات ولا يجوز الادعاء بغيبته ، فلو ان الحديث كان صحيحا لما ادعي ان اسماعيل هو المهدي ولما احتاج الامام ليثبت لهم وفاته

3- المهدي العباسي كذلك ادعي انه المهدي المنتظر حسب حديث مسند أحمد، وسنن ابن ماجة وقد ضعفهما غير واحد من العلماء، منهم ابن القيم في (المنار المنيف) ثم قال: «وهذا ـ أي: حديث ابن ماجة ـ والذي قبله لم يكن فيه دليل على ان المهدي الذي تولّى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان»( منار المنيف | ابن القيم: 137 ـ 138 | ذيل الحديثين: 338 ).

ومما يدل على ذلك هو ان المهدي العباسي قد مات سنة (169 هـ)، وقد شهد عصره تدخل النساء في شؤون دولته، فقد ذكر الطبري تدخل الخيزران زوجة الخليفة المهدي العباسي بشؤون دولته، وانها استولت على زمام الاَمور في عهد ابنه الهادي(تاريخ الطبري 3: 466)، ومن يكون هذا شأنه فكيف يسمى بخليفة الله في أرضه؟

فلو ان حديث اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي كان صحيحا لاحتج به الطبري وابن القيم !!!

ومن جانب اخر ان عاصم بن ابي النجود المتوفى سنة 127 للهجرة اي انه عاصر الامام السجاد والباقر لو حقا ذكر هذا الحديث لردوه لان الائمة كانوا يتعاهدون الحديث بخصوص القائم وانه من ولدهم .

كما وانه ليس من المنطق ان يذكر اسمه لان الاسماء يمكن لها ان تتشابه ويمكن لكثير ان يدعي المهدوية طبقا للحديث فكل من اسمه محمد بن عبد الله يستطيع ان يقول انه المهدي خصوصا اذا قام ببعض الاعمال التي تؤيد مدعاه وفي هذا الزمان من السهولة جدا على القوى الشيطانية المتسلطة على رقاب الناس ان تختلق شخصية بنفس الاسم وتدعي انه المهدي وتهيء له كل علامات الظهور التي تثبت شخصيته ولو لمدة من الزمن المهم ان تتضعضع فكرة الامام المهدي الراسخة في عقول المؤمنة بها .

واما نسله من الامام الحسن وليس الحسين عليهما السلام فان الحديث هم من ردوه واعتبروه ضعيف لانه مروي عن الامام علي من غير سند اي مقطوع السند ولكن الذي يستحق اشارة بسيطة هي سذاجة ابن القيم الجوزي في تاييد نسب المهدي بانه من ولد الحسن قائلا :\" وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم \"، ومن هذا التحليل يظهر ان الامام الحسين عليه السلام قد اخطأ في نهضته ضد الفاسق يزيد حسب راي ابن القيم وفي نفس الوقت ان تنازل الحسن عن الخلافة يعني تنازله عن استحقاقه فلماذا لا تقرون بمغتصب الخلافة منه الا وهو معاوية ؟ وهل من العدل الالهي ان يتلاعب باستخلاف الناس وعدم الالتفات الى امورهم التي يريدها منهم ان تكون ؟ اعوذ بالله من هكذا بهتان 

الموضوع السابق بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat