صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

المنبر الحسيني.. هو الضامن للفضائل أن تنمو
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كم حِيكَتْ قصصٌ كاذبةٌ، ونُسِجَتْ قضايا موهومة حول قيام بعض طلبة العِلم من وكلاء المراجع  وخُصوصاً في مكاتب المراجع – كما يزعمون – بمُساومة المحتاجات من النّساء على زواج المُتعة؟
وصار زواج المُتعة سُبَّة، وحقوق المؤمنين سَوْما، وطلبة العلم جشعين.
مع أنَّها حكايات لم يقم عليها دليل، ولا رعفت بها المحابر، ولا سُوِّدت بها الصفحات.
وكلامي الآن في القصة التي حدثت عن قريبٍ في بعض الجامعات العراقيَّة من استغلال بعض اساتذتها منصبه في مساومة الطالبات، الموضوع يكشف عن ثقافة مجتمع، وثقافة أُسَرٍ وطالباتٍ وثقافة تعليم.
ما كان على المجتمع أن ينشر هذه الحادثة ويتداولها وكأنَّها نصرٌ للفضيحة على السِتْر، وفوزٌ للرذيلة على الفضيلة؛ لِما في ذلك من حُبِّ إشاعة الفاحشةِ وما يترتَّب على ذلك من أضرار.
وما كان على الآباء أن يردُّوا الشابَّ الخاطب الفقير إذا كان مؤمناً ذا أخلاق، وقد حذَّرنا المعصوم من ذلك ،أعني الفتنة والفساد الكبير، وأيُّ فسادٍ أكبر من المساومة على الأعراض في سبيل درجةٍ ما في الموادِّ الدراسيَّة.
وما كان على الفتيات إذا جاءهُنَّ الشابُّ المؤمن أن يرفضنه لتفضيلهنَّ الدراسة على الزواج، فتكامل الأنثى في كونها أُمَّاً وزوجة، تشعر بأنوثتها وتزهو بها، لا أنَّها استاذةٌ جامعيَّةٌ أو طالبةٌ مثابرة أو موظفة تُشبه الرجال في التصرف.
ولو أن جامعاتنا حافظت على الفصل بين الجنسين لكان خيراً لها وأحسن عملا، نعم لنأخذ من البلدان المتطورة مناهج التعليم العالية، ولكن مع الحفاظ على خصوصيَّة المجتمع، فالاختلاط بين الجنسينِ لن يرفع مستوى الكفاءة العلمية، وجامعاتنا تعمل بالاختلاط من يوم قيامها فلم تخرج لنا مدام كوري، ولا أجاثا كريستي.
بقي أمر: تُرى ما موقف من يأتي بهذه الفعلة الشنيعة-  ثم يُفتضح - من زوجته؟ بأي عينٍ ينظر لها وقد مثل أمامها عارياً من ثوب الرجولة منزوعاً من لباس الشرف؟
وهل يدري كيف تهشَّمت صورة "الأب" في عين أولاده حتى لم يعد يشدُّ أجزاءها المتناثرة إطار، ويجمع شتاتها المتفرق وشيجة؟
من الشهوات الرخيصة ما يكون ثمنها كبيرا،
ومن النزوات العابرة ما يكون أثرها مُقيما
واتَّضح جليا أن الحلَّ ليس في أروقة الجامعة، ولا في مضايف العشائر الحلُّ فقط في منبر الإمام الحسين – عليه السلام – هو الضامن للفضيلة أن تنمو، وللعفة أن تزدهر، ذلك المنبر الذي يُحاربه الساقطون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/21



كتابة تعليق لموضوع : المنبر الحسيني.. هو الضامن للفضائل أن تنمو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net