من ابجديات الانسان الشيعي المجاهد والتي تعلمها من قادته وائمته المعصومين وعلى راسهم رسول الله(صلى الله عليه واله) وعلي بن ابي طالب (عليه السلام) في حربه فله ادبيات
لا يتنازل عنها او يتجاوزها، لانه حدود حدها الدين الحنيف لا يمكن تخطيها حتى وان كان في مخالفتها النصر المادي المنشود لانها حينئذ ستكون انتصارا زائفا لا قيمة له لمخالفته رضى الشارع المقدس، وهذا ما رايناه في جهاد الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله لقد كان ملتزما شريفا مؤمنا حتى في قتاله الصهاينة لم يجهز على مدني او يضرب بصورة عشوائيه وهو قادر على ذلك وبكل سهوله ويسر على طول كل تلك المستوطنات المجاورة للشريط الحدودي مع لبنان لكن هذا القائد المجاهد كان يضرب اهدافا عسكرية بعيدة عن المدنين وهذا بخلاف عدوه الغادر الجبان المنحط في اساليبه القتالية التي عرف بها فقد كان يقتل المئات من المدنين للاشتباه بهدف واحد كما فعل في فلسطين وغزة ولبنان.
وقد برقت امام عيني هنا رواية عن امير المؤمنين(عليه السلام):
(والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر. ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة. ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. والله ما أستغفل بالمكيدة، ولا أستغمز بالشديدة..)(١)
هل نظرت لهذا الادب الرفيع وهذا التسامي حتى في الحزب وهذا المبدأ العلوي الهاشمي يختلف جذريا عن المنهج والمبدأ الاموي والصهيوني والامريكي الذي يحتال ويمكر ويفجر ليصل الى غاياته فالغاية عنده تبرر الوسيلة لتحقيق نصر زائف.
ان ديننا الحنيف جاء ليربي الانسان ويرتقي بكمالاته النفسية والروحية ليبلغ الذروة فيها وهذا هو الجوهر الحقيقي للاسلام وعبادة الله تعالى وهو ما كان عليه الشهيد السعيد لقد كان نافذ البصير محتسبا صابرا ثابتا رغم حجم الصعاب والتحديات التي واجهها طيلة تسنمه قيادة المشيرة الجهادية ولم يستوحش في طريقه وقد كانت كل وصاياه تجسد خلق النبي ووصيه علي المرتضى في الثبات ومقارعة العدو وسيكون قتله طريقا للفتح المؤزر باذن الاه تعالى كما قال جده المراسى (عليه السلام): أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل أيها الناس إنما يجمع الناس الرضاء والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه: " فعقروها فأصبحوا نادمين " فما كان إلا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء، ومن خالف وقع في التية(٢)
وقي ختام شواهدنا على عفة الرجل الجهادية ومرؤته تذكرت ما جرى بين مسلم بن عقيل هذا الفتى الهاشمي وبين هاني بن عروة حينما زاره عبيد الله بن زياد في بيته ليعوده في مرضه فاخبر مسلم بان يستغل الفرصة ويقتله وهو لا يشعر فكان جواب مسلم بن عقيل ( رضوان الله تعالى عليه)الايمان قيد الفتك.
فعلى كل مؤمن ومسلم بالله واليوم الاخر ان يتفكر في هذه السجايا والاخلاق اهي قريبة من الله ورسول ام من اعداء الله ورسول فعليك ان تختار ما فيه نجاتك وسعادتك ام خسارتك وهلاكك
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
(١)نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - ص١٨١.
(٢)نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - ص١٨٢.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat