صفحة الكاتب : قاسم الشمري

الاختلاف بالرأي يفسد للود قضية
قاسم الشمري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يتعجب المتلقي من عنوان المقال وقد يمتعض ولكن إذا تمت مقارنتها في الواقع فإن هذا ما يحصل في الواقع العراقي وبلارتوش.

عالميا ترد مقولة أن “الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية” للأديب المصري الراحل “أحمد لطفي السيد” ولو نظرنا في فحواها لوجدناها هي حالة سلمية وطبيعية للمجتمع المتحضر بشكل عام، خاصة أن نكون مختلفين في الآراء شريطة ان لا يترتب عليها أي نظرة سلبية فيما بيننا وتحدث عادة نتيجة الاختلافات في وجهات النظر أن كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية.

هناك مجموعة من الآراء بخصوص هذه المقولة وتصنف كل واحدة منها حسب الثقافة الموجودة في البلد وتقسم إلى “الرأي المثالي”(الذي يراه صاحبه بأنه صحيح ويحتمل أن يكون جزءا منه أو كله خطأ، ويرى رأي غيره خاطئا بالمجمل أو جزءا منه،ويحتمل أن يكون صحيحا، وهذا النوع المتحضر الذي ينتج حوارا ذا فائدة).

وهناك رأي آخر يسمى “الرأي الوسطي” حيث يرى رأي المتحدث صائبا في جميع الأشياء ورأي المتحاور معه خطأ بالمجمل وهذا النوع من الرأي لا يحل لنا أزمة إنما يبقى يميل حسب تقتضيه المصلحة بسبب الأعراف أن كانت سياسية أو غيرها.

لكن بعد التغير الذي حصل في المنطقة من حروب وثورات شعبية وانقلابات كان الجزء الأكبر منها بتدخل مخابراتي دولي وإقليمي نتيجة المصالح والمطامع برز لنا الرأي الثالث ويسمى “المتطرف” أو كما عبرته عنه في عنوان المقال “الاختلاف بالرأي يفسد للود قضية” وإذا أردنا مقارنته فإن بيئة العراق هي المكان الخصب له كذا رأي سيما

 

بعد عام ٢٠٠٣ وما مر به العراق من تقسيم على مستوى عرقي ومذهبي بل وحتى السياسي أنتج لنا الكراهية فأصبح كل منا له متحدث يستمع له ويراه على حق بالمطلق وان الاختلاف معه خطأ ويستحق العداء والإقصاء والاتهام والتصنيف وتوجيه العنف والكراهية له ويسود في عالمنا العربي هذا الرأي نتيجة للتسلط واحتكار الرأي والهيمنة على الفكر والأحادية في القرار والأحكام مما أنتج أجيالا تؤمن بالخلاف لا الاختلاف وترفض الحوار وتباين وجهات النظر.

ولو قارنا هذه النظريات لوجدنا أن ما نحتاجه هو “الرأي المثالي” حيث إنه الأقرب لنظرية “تقبل الرأي والرأي والآخر” وبعيدا عما نمر به من شد وجذب لنخرج بمستوى نقاش يحل لنا الأزمة لا أن يفاقمها لنصل إلى حلول يستفاد منها الطرفان وان كانا متخاصمين لنرتقي بذلك بمستوى حوار هادف بعيد عن الاستهزاء والسخرية والتهميش.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/27



كتابة تعليق لموضوع : الاختلاف بالرأي يفسد للود قضية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net