صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

احلام غير قابلة للتحقيق
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قالت صحيفة البريطانية ( ديلي اكسبريس ) ان نادلة المقهى وبخت رئيس وزراء الريطاني لتجاوزه طابور الانتظار حين اراد ان يطلب فنجان من القهوة , وردت على ( كاميرون ) بغضب بانها منشغلة في خدمة شخص اخر وعليه ان

ينتظر في الطابور , وقد انتظر في الطابور لمدة ( 10 ) دقائق . واضافت النادلة بانها وبخت ( كاميرون ) لكنه كان لطيفا للغاية ..  حين تشردنا عنوة من العراق بسبب الارهاب والقمع والحرب المجنونة التي شنها النظام المقبور ضد
ايران . وحط بنا الرحال والغربة في البلدان الغربية , شاهدنا العجائب والغرائب ولم نصدق ما نراه وما نشاهده كأنها احلام خيالية غير قابلة للتصديق بسبب المعاناة وقساوة الظلم وجور الارهاب والسجون والتعذيب والتصفيات الجسدية
والسياسية لمعارضي النظام المقبور الى ان وصل الخوف والقلق كجزء اساسي من حياتنا وعقولنا , حتى وصل الامر حين يدخل شرطي امن بسيط الى اي محل او مطعم او مقهى ينتاب الخوف والقلق والرعب اصحاب هذه المحلات
والزبائن خشية من الاعتقال العشوائي . وان دخول هذه العناصر يعتبر بادرة شؤم ويوم اسود , ويلفلف كل منا اثيابه ليغادر المكان بعيدا تجنبا اوخوفا من المكروه او العواقب الوخيمة . هذه الصور السوداوية  انطبعت عنوة بدون ارادتنا في
اذهاننا , لذا حين نشاهد في البلدان الغربية مسؤولي الدولة وفي المقام الاول في هرم السلطة , يدخلون في اماكن شعبية كأي مواطن بسيط ويتعامل معه كمواطن مجرد من الصفات المنصب وينتظر في الطابور كحال الاخرين ولا يتجاوز
على الاخرين. هذه الصور نراها غريبة جدا عنا ... وحين سقطت الحقبة المظلمة , تصورنا بان الحال سيختلف بشكل جذري في التصرفات والسلوكيات وسنرى اخلاق ديموقراطية في عراقنا الجديد . وسيكون التعامل بطابعه الانساني
في المقام الاول وتكون هناك مساوات في الحقوق والواجبات بين المسؤول والمواطن البسيط . وان النخب السياسية ستعطي مثالا رائعا في الاخلاق والسلوك في نهج تعاملها وخدمتها في سبيل الوطن والمواطن وستعمل جاهدة من اجل
تصفية الاثار المدمرة التي خلقها النظام المقبور في الجسد العراقي , وسيتمتع الشعب بنور الحرية . لكن من التجربة المريرة من خلال السنوات من عمر النظام الجديد . بان احلامنا ماهي إلا كابوس مظلم واحلام مزعجة في ارض الواقع
حيث اخلاق المتكابرة والمتعالية وتصغير المواطن كأنه من درجة العشرين في المواطنة والمساوات مع المسؤول . حيث الاهانة وضرب انسايته بالصميم , والتحاشي الاقتراب منه كأنه حامل مرض معدي . هذا واقع سلوكية النخبة
المتنفذة واصحاب السلطة والنفوذ , وهي أسوأ بكثير من الحقبة المظلمة . كأن العراق ملك مسجل باسمهم والمواطن ماهو إلا عبد ذليل ومطيع .. وكذلك تصرفات اعضاء البرلمان العراقي التي اثبتت الوقائع والاحداث سعيهم المهموم
في الحصول على اكبر قدر من المنافع الذاتية والمالية والمصالح الشخصية حتى دنسوا قيمة البرلمان الذي يعتبر ( معبد الديموقراطية ) فالغنى الفاحش والسحت الحرام وعرض خدماتهم مقابل صفقات مالية . هذه السمات البارزة في
مجلس نواب الشعب . حتى صاروا اصحاب ارصدة ضخمة في البنوك والمصارف الاجنبية , وكما تشير التقارير الاخبارية بان رئيس البرلمان ( اسامة النجفي ) سيدخل في قائمة اغنى اغنياء العالم , ماهو إلا مثل بسيط من عمليات
السلب والنهب .. الى متى ياتي اليوم الذي نرى المواطن العراقي مصان في قيمته الانسانية وكرمته كما ينص عليها الدستور . متى نرى تحقيق المساوات والمواطنة الواحدة وليس تسلسل بالدرجات التي تفرق وتفصل بين المواطن
والمسؤول , على ارض الواقع وليس بالمزايدات بالشعارات الوطنية التي غايتها ومقصدها النفاق والدجل السياسي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/06


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : احلام غير قابلة للتحقيق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net