ساعة قناة العالم تهزم النظام البحريني !
محمد علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

في ظل التعتيم الإعلامي الممارس على الثورة البحرينية والذي اشتركت فيه عدة قنوات إعلامية غربية و عربية تنحصر التغطية الإعلامية للثورة البحرينية بعدة قنوات منها قناة العالم الفضائية .

أثبتت الثورة البحرينية بما لا يدع مجالا للشك كذب اطروحة الحيادية الاعلامية لدى بعض القنوات وكذلك اطروحة الرأي و الرأي الآخر فبعض من هذه القنوات لم تتعب نفسها لنقل أي خبر عن احداث البحرين و بعضها يبث خبرا مدته دقيقة واحدة فقط عن حدث بحريني مهم و لو كان بمستوى سقوط قتلى في مواجهات دامية . يعزى سبب هذا الاهمال لعوامل عدة تضافرت منها تضايق القوى الغربية و في مقدمتها أمريكا و بريطانيا من تغطية الانتهاكات الخطيرة الحاصلة على أرض البحرين و لذلك أوعزت هذه القوى لكل القنوات التي تسيطر عليها بإهمال أحداث البحرين قدر الامكان و اتضح هذا الأمر جليا بعد دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين وقمعها للحراك الشعبي المتواصل فقد تسربت أنباء آنذاك عن صفقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و العربية السعودية موجبها دعم الأخيرة للهجوم على ليبيا مقابل تغاضي الولايات المتحدة الأمريكية عن دخول قوات درع الجزيرة للبحرين وهذا ما حصل بالفعل فقد غطت معظم القنوات الإعلامية في سبات عميق تجاه أحداث البحرين بعد دخول قوات درع الجزيرة .

 

و بعد الخذلان الذي مورس من قبل هذه القنوات الإعلامية للثوار البحرينين بقت القليل من القنوات الإعلامية التي تغطي اخبار الثورة البحرينية ومنها قناة العالم كما نشط نشطاء الانترنت بصورة أكبر من ذي قبل من أجل إيصال مظلوميتهم للعالم و نجح هؤلاء في احداث ثغرة كبيرة في هذا الجدار من التعتيم الاعلامي المقصود . حتى أن الرئيس الأمريكي أوباما في أحدى خطاباته الشهيرة التي تكلم فيها عن أحداث البحرين تكلم بصورة غير مباشرة عن استطاعة الثوار كسر جدار التعتيم الإعلامي اذ قال معاتبا ان الحكومات في ظل هذا التطور التقني الهائل لا تستطيع ان تحجب ما يجري داخل بلدانها وكأن أوباما حينها كان يريد ان يخاطب حلفائه بأن أوضاع العالم قد تغيرت الآن فسابقا كنتم تستطيعون ان تقمعون شعوبكم من دون أن يحس بكم أحد وكنا نغفل الطرف عن هذا وندعي عدم معرفتنا بما يحصل أما الآن فقمعكم لشعوبكم في ظل وجود هذا الاعلام يسبب لنا مشكلة كبيرة .

 

تكاد قناة العالم من القنوات الفريدة التي خصصت برنامجا يتكلم بشكل يومي عن احداث الثورة البحرينية و تطوراتها هذا البرنامج يبث لمدة ساعة كل يوم يتم فيه استضافة نشطاء و مناقشة آخر مستجدات الثورة البحرينية . ومع ان هذا البرنامج لا يتجاوز في بثه الساعة الواحدة الا انه سبب صداعا مزمنا للنظام البحريني الذي حاول بكل امكانياته وقف هذا البرنامج كيف لا و هو الذي استنفر كل قواه و كاد ان يدخل في أزمة دبلوماسية مع قطر لوقف برنامج مدته ساعة .

 

رغم النداءات المتكررة من مذيعي البرنامج لأعوان السلطة بالمشاركة في البرنامج و أبداء آرائهم الا ان أعوان السلطة  تهربوا من هذا ومن شذ منهم و شارك في البرنامج شارك لفترة و جيزة ثم هرب من المشاركة في مرات لاحقة و حتى ان بعضهم يقرر المشاركة و عند حلول و قت البرنامج تصيبه رهبة المشاركة فيغلق تلفونه ! .

 

في الحقيقة اكتشف النظام أمام هذا البرنامج أنه عاجز عبر الشخصيات التي بعثها لإقناع الناس بأحقيته و لذلك لجأ مؤخرا الى خطوات أقل ما يقال عنها عبثية فهدد بسحب قناته من القمر الذي تبث من قناة العالم ثم قرر القيام بخطوة صيبانية وهي التشويش على القناة و خصوصا عند بث البرنامج المخصص عن البحرين ! .

 

لم يلجأ هذا النظام لاستخدام هذا الأسلوب إلا لأنه أكتشف ان أكاذيبه ليس من الممكن ان تنطلي على أحد وأنه في موقف من الضعف بحيث أن مساوئه باتت تنكشف للجميع فلجأ إلى اخفاء فضائحه بهذا الأسلوب الذي يلجأ اليه الضعفاء في العادة . فو كان النظام واثقا من نفسه و أحقية مواقفه لاستعاض عوضا عن التشويش على البرنامج برجاله المتواجدين في البرنامج لرد ما يطرح فيه من قبل المعارضين ولكنه أكتشف ان كل من يشارك في من يقف ضد الجق لا يعدو أن يكون سوى أضحوكة لدى الرأي العام لأنه يبدو كالطفل الذي يريد أن يغطي الشمس بكلتا يديه .

 

محمد علي البحراني

 

 

الموضوع السابق رسالة مفتوحة إلى عزرائيل ( ع ) عجل بالمتقاعد العراقي 000 لطفا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat