صفحة الكاتب : ايليا امامي

دعم فلسطين .. وإشكالية الوجود السلفي.الحلقة 2 من 5
ايليا امامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

س2 : هل نحن مكلفون أن نحاكم الناس ونستخرج مافي بواطنهم حول ولاية أهل البيت ؟
بمعنى: هل يلزمنا بالضرورة أن نحدد ولاء كل شخص أو مجتمع .. وهل هو من القسم الثاني أم الثالث .. قبل التعامل معه؟

 • الجواب: كلا .. بل نبني على أنه من عامة المسلمين أو من عامة الناس ( القسم الثالث ).. ولا نفترض مسبقاً أنه يضمر نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام ..

إن نصب العداء وبغض أهل البيت عليهم السلام .. رغم كل عطائهم وجمال التعرف عليهم ( فما أحلى أسمائكم ) و ( كلامكم نور ) يعني وجود مشكلة نفسية وفطرية خاصة لدى هذا الناصبي .. تمنعه من قبول ذلك الخير.

فلماذا نفترض أن كل الناس لديهم هذه المشكلة الخاصة ؟ بينما عرفنا مسبقاً حديث الإمام الرضا عليه السلام عن وجود استعداد نفسي لقبول الحق لدى أغلبية الناس؟

النتيجة مما تقدم أن الشيعي يجب أن ينظر إلى عامة الناس من حوله على أنهم (طبيعيون) لا مشكلة لديهم مع الحق لو عرفوه بشكل صحيح وضمن الظروف الصحيحة.

وهذا يقودنا إلى أسلوب متوازن _نفسياً واجتماعياً _ في التعاطي مع بعض المجتمعات المسلمة التي تمارس أعمال النواصب ( كالاحتفال بيوم عاشوراء أو تمجيد أعداء الشيعة )ويجعلنا نفكر بطبيعة التربية التي تلقوها بدون علم وعمد .. وتراكم ثقافة السلطة التي حكمتهم لأجيال .. فنعطيهم بعض العذر .. ونتعامل معهم بصبر .. قبل أن ننفض أيدينا و نرميهم بتهمة نصب العداء.

إن هذه النظرة المبنية على (أصالة عدم النصب) وحسن الظن بإمكانية قبول المجتمع للولاية .. هي التي تمهد الأرضية لدى الشيعة _ نفسياً واجتماعياً _ للتفاعل مع أهم تعليمين من تعاليم أئمتهم عليهم السلام في التعاطي مع الآخرين .. وهما ( الاهتمام والإحسان ) وهما مفاد النقطة التالية.

 • يبقى شيء أخير .. هو أن حالة الاختبار للأولاد بحبهم لعلي عليه السلام .. كانت معروفة جداً في زمن النبي صلى الله عليه وآله .. فقد سمعه عموم المسلمين يقول يوم خيبر _ كما روى أنس _ ( يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم).

ومن هنا كانوا يختبرون طهارة أولادهم وصحة نسبهم بحب علي عليه السلام .. وأكتفي هنا بنقل خبرين من كتب العامة بهذا الخصوص:

 1. أخرج الحافظ الجزري عن أبي سعيد الخدري قال: كنا معشر الأنصار نبور (أي نختبر) أولادنا بحبهم علياً رضي الله عنه، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا ).

 2. أخرج ابن مردويه عن أنس في حديث: كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي رضي الله عنه فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بني تحب هذا الرجل؟! فإن قال: نعم. قبّله. وإن قال: لا، خرق ( أي ضرب ) به الأرض وقال له: إلحق بأمك).

ولكن هل يجب علينا اليوم أن نختبر الناس بنفس الطريقة ؟ بالتأكيد كلا، لأن الأمر صار واضحاً.

فقد كان المسلمون في صدر الإسلام ..  بحاجة إلى إجراءات ومحددات واضحة لفرز النواصب حتى من بين أولادهم .. وذلك لتثبيت مركزية علي عليه السلام .. أما في عصرنا فقد اختلف الأمر وصار الوجود العلوي ثابتاً لدى القسم الأول والثالث .. وأصبح القسم الثاني مكشوفاً ويمكن تحديده بسهولة.

 • نعم .. وإن لم يكن الزمن زمن اختبارات .. لكن سيبقى حب أهل البيت .. والميل القلبي لسماع كلامهم وأدعيتهم .. والشعور بالطمأنينة في مراقدهم .. علامة على طهارة المولد والنسب الصحيح  .. للشيعة وبقية المحبين من الناس .. وهذا أصل من أصولنا وجزء أصيل من ثقافتنا.

ورد عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ - قال: طيب الولادة، ولا يحبنا الا من طابت ولادته).

 • (يتبع في الحلقة3).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/19



كتابة تعليق لموضوع : دعم فلسطين .. وإشكالية الوجود السلفي.الحلقة 2 من 5
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net