من الأحلام التي تمر على الأشياء فتجعل دهشتها تنمو مع شعورها المربك أحيانا.
عندما رأت الشمس نفسها تلج طامورة تحت الأرض تفاجأت..
علم النفس يقول أن تلك الأحلام هي انعكاسات نفسية لذلك قررت أن تبعث شعاعها لهذه الطامورة، الدخول إلى العتمة أمر ليس صعبا عليها، ولا هو بالشيء الجديد على الشمس لكن ما أدهشها انها رأت في زاوية من تلك الكوة شعاعا لا يشبه شعاع الشمس، ولا النور نور القمر، الشعاع الذي لا تعرفه الشمس سحب فضولها، تابعت بدقة في زوايا الطامورة، كل شيء جائز، لذلك لا عجب أن تصغي الشمس لهذا الضوء الصاعد إلى السماء وهو يناجي الله باسمه بسم الله الرحمن الرحيم، شعرت الشمس بخجل أمام قداسة هذا النور الساجد لله سبحانه في خشوع جعل من تلك الطامورة محراب صلاة، الشجاعة أن يتحدى الإنسان الموت بذكر الله، إن يطرد الخوف في أقصى معانيه وهو يعيشه ليلا نهارا، يخاف الموت ممن يبعث فيه الحياة، من العبث أن تمر الشمس دون ان تلقي السلام.
قالت لي الشمس لم أر أحدا هناك؟
قلت كيف وإمامي موسى بن جعفر؟
قالت لم أره لكني رأيت أمة في قنوت، لا شيء جديد الطغاة تكره دائما عقول الأحرار وتسعى لتجعل حياتهم بمعزل عن الناس يصنعون لكل كاظم منهم سجنا يشبه التابوت، والأحرار في كل جيل يصوغون من الموت عالما أكبر من الحياة، المهم أن الشمس نهضت من الرؤيا حزينة تبكي وهي تقول لي الإمام الكاظم سيف ينام في غمده مرتاح الضمير، عينه عليكم لتنهض روحه فيكم وجدانا لكل حي، قولي لهم يا خديجة، تعالوا لنعيد له الحياة، وأعلمي ليس هو كاظم واحد يموت وينتهي الصلاح ولا الطامورة تلم اشلاؤها وترحل، بل تصير طواميرَ تنتظر كل كاظم فيكم يولد ، فاكثروا بالسلام على كاظم الغيظ موسى بن جعفر عليه السلام، هذا ما قالته لي الشمس قبل أن ترحل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat