صفحة الكاتب : منتهى محسن

حكايا عاشورائية الحر بن يزيد الرياحي 
منتهى محسن

 

- جعلني الله فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، وقلت في نفسي لا أبالي أن أصانع القوم في بعض أمرهم ولا يظنون أني خرجت من طاعتهم، وأما هم فسيقبلون من الحسين هذه الخصال التي يعرض عليهم، ووالله إني لو ظننتم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، وإني قد جئتك تائباً مما كان مني إلى ربي، ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك، أفترى لي توبة؟

الإمام الحسين (ع): نعم، يتوب الله عليك، ويغفر لك، فانزل.
الحر: أنا لك فارساً خير مني راجلاً، أقاتلهم على فرسي ساعة وإلى النزول يصير آخر أمري
.الإمام الحسين (ع): فاصنع ما بدا لك..

لحظات او هي دقائق او ربما ساعات ينفصل بها العبد عن شيطان نفسه، فينسلخ مودعا دنيا المعاصي والإنحراف ومقبلا نحو عالم الخير والرضا والقبول.

عصية  تلك اللحظات  شديدة على الانسان لأنها لحظات الاختيار الصعب والرجوع الى جادة الصواب، فليس من السهل ابدا ان يختار العبد طريق الصلاح والخلاص وهو بين قوم الضلالة والنفاق والكفر.

هكذا ختم الحر بن يزيد الرياحي حياته  في أشد الساعات غلظة ورهبة، فكر بعمق وتفكر في عاقبته وميز طريق الصلاح وتدبر في أمر دنياه واخرته .

وفي لحظة صدق مع النفس اختار درب الهدى والنور، والتحق بموكب العز والكرامة ليريق دمه الطهور فداء ونصرة لإبن بنت رسول الله (ص) بعدما كان في خانة الاعداء والمجعجعين .

تراجع بواعز فكره النير وقلبه الصافي عن قرار الالتحاق بركب جيش البطش والغدر، وترك وعود وردية المنال وقصورا من الأحلام والآمال، واثر تلك الأماني وحياة زائفا على حياة سرمدية البقاء 
ليسطر بذلك الإنتقال أبجدية حروف الحرية المبتغاة، وينقش في رحم الزمان ترنيمة العشق والولاء والانتصار على الذات، لتكون خاتمته شريفة وكريمة وتنطوي صفحة حياته مشرقه ووضاءة كضياء صباح يوم عاشوراء الذي تخلد ذكره رغم تعاقب السنين والأعوام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/19



كتابة تعليق لموضوع : حكايا عاشورائية الحر بن يزيد الرياحي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net