يعتبر المسرح الحسيني مساحة مهمة وذو قيمة عالية للمهتمين بالقضية الحسينية سواء على مستوى الكتابة أو مستوى الإخراج المسرحي أو مستوى الإنتاج والتنفيذ وحتى على مستوى المتلقي المتعطش لمشاهدة شخصيات حية تجسد تلك الحقبة على خشبة المسرح بعدما كانت النصوص الحسينية يرويها الملالي في الجوامع والحسينيات أو تقرأ في كتب خاصة.
ويعتبر العراق من البلدان المهتمة بالمسرح الحسيني لما لشخصية الإمام الحسين عليه السلام من حضور رمزي وتاريخي، فالإمام الحسين عليه السلام يعتبر رمزا ثوريا يحتذى به في نهج الحرية والعدالة والكرامة. وعلى هذا الأساس نمت وترعرعت فكرة المسرح الحسيني في فكر الأدباء والكتاب والمخرجين مما أدى إلى تأسيس مسارح تعنى بالقضية الحسينية ومنها ما أحدثته العتبتين؛ العلوية والعباسية من تأثير واضح في المجتمع العراقي وحتى العربي. فقد أقيمت مهرجانات عديدة بهذا الخصوص ومنها مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية وكذلك مهرجان المسرح الحسيني في واسط ومهرجان عاشوراء الدولي كل هذه وغيرها من المهرجانات جذبت الأقلام العراقية والعربية ودأب المخرجون على تجسيد العروض الحسينية. ووصل الأمر إلى أبعد من ذلك، فقد تأسس مهرجان المسرح الحسيني الصغير الدولي ليكون إيقونة نيرة جذبت إليه العروض من كل أنحاء العالم لتتنافس بينها على خشبة المسرح مجسدة صورا متعددة عن الحرية بشكل يتيح للطفل الأخذ بمبادئ الحياة بكل بساطة.
إن المسرح الحسيني يعتبر من أساسيات الأعمال المسرحية في العراق وله مكانة خاصة ومرموقة على الصعيد الثقافي، وتعتبر الجوائز محفزا لتقديم المزيد من العروض الحسينية المميزة، فقد انبثقت أقلام جديدة وعروض مسرحية جديدة وهي في تزايد كل عام، مما جعل المسرح الحسيني في العراق في مرتبة الشرف من حيث النص وأسلوب العرض. فكان ذلك تشجيعا كبيرا لشبابنا على أخذ قضية الحسين بأعلى مستوى الإعتبار وجعلها طريقا مضيئا بالمبادئ والفكر الحر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat