العبادات أبواب معرفة الله تعالى ، وكلٌّ عبادة عبارة عن حيثية من حيثيات هذه المعرفة المقدّسة ، فلمعرفة الله تعالى طرق وحيثيات متعددة ، ومن أهمّها العبادات المرسومة لنا من قبل الشريعة والمطلوب منّا أدائها بكلِّ أقسام الطلب ، الإلزامي أو الترخيصي ، الفعل أو الترك ..
ومعرفة الله أهمّ وأفضل وأغلى ما في هذا الوجود ، عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي فَضْلِ مَعْرِفَةِ الله عَزَّ وَ جَلَّ مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ الله بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَنَعِيمِهَا ، وَكَانَتْ دُنْيَاهُمْ أَقَلَّ عِنْدَهُمْ مِمَّا يَطَئُونَهُ بِأَرْجُلِهِمْ ، وَلَنُعِّمُوا بِمَعْرِفَةِ الله جَلَّ وَ عَزَّ ، وَ تَلَذَّذُوا بِهَا تَلَذُّذَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِي رَوْضَاتِ الْجِنَانِ مَعَ أَوْلِيَاءِ الله " الكافي ٨ / ٢٤٧ .
وإرتباط المعرفة بالعبادة إرتباط وثيق بحيث تدور العبادة مدار المعرفة المتحصلة منها من قبل العابد ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) : " إنّما يعبد الله مَن عرف الله ، فأمّا مَن لا يعرف الله كأنّما يعبد غيره هكذا ضالاً ". تفسير العياشي ٢ / ١٥٥.
ويأتي لنا عن المعصوم تفسير ( ليعبدون ) في قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) بمعنى ( ليعرفون ) لنفهم أن العبادة هي معرفة والمعرفة هي عبادة ..
فالصوم عبادة ، وكل عبادة معرفة ، فالصوم معرفة.. هكذا نستلم النتيجة بكل سهولة . ففي حديث المعراج ، يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربَّه جلَّ وعلا فيجيبه : " يا رب ما أوّل العبادة ؟ قال : أول العبادة الصمت والصوم ، قال : يا رب وما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يورث الحكمة والحكمة تورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح ، بعسر أم بيسر " . بحار الأنوار ج٧٤ ص ٢٧
![]() إلى الحالمين بعودة البعث الكافر، هيهات هيهات حتى يلج الجمل في سَمِّ الخِياط… |
الموضوع التالي
![]() حقيرٌ.. في ضيافة الله! |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat