صفحة الكاتب : منتهى محسن

حكايا عاشورائية
منتهى محسن

 (1)

صرخة الرباب : 

_ ( ولدي ..ايها الحبيب ..اين انت يا قرة عيني ، لقد ضمك التراب دون حجري، لقد سقاك نزفك بدل لبني .
آه ايها الحبيب ..يا فلذة كبدي ..أتراك تسمع صراخي ولوعتي ..أتراك تحن  لدفء حجري..؟
 سأبكيك ...طيل عمري وأذرف دموع شوقي ولهفتي، وأشكو الى الله من ابعدك عني، آه ...آه ....آه ....يا ولدي) .

 جاء الليل كئيبا حزينا موحشا ..طرق القلوب بوجل وتسرب يلبس عباءته السوداء القاتمة، يعلن   نهاية ذلك اليوم العاشورائي الحزين، وما زالت السنة النار تحترق فتفوح رائحة الدخان ويعبق  الوجود برائحة الموت والدم المراق.
 جن الليل وعندما يأتي الليل تأتي معه الذكريات والأشجان ، وجملة مشاعر عاصفة تجتاح قلب الفاقد وتحيله لرماد تذروه الرياح ،  حتى در اللبن في صدرها يحدثها عن وليدها الراحل وينبؤها بحنينها وشوقها لرؤياه،.
ألقت عيناها الى السماء تستنجد برب العباد،  فتشت بحثت دارت في مدارات الحياة الغادرة ، لم ترَ سوى خيام مهترئة وعيال مشردة وثكالى وعبرات حارقة. 
خرجت نحو الصحراء تبحث على ذلك الجسد الغض تحلم ان تقبل وجنتاه او أن تداعب خصلات شعره أو تدغدغ براءته المشرقة، فلم تجد ما يطفأ لهيب قلبها المحترق لوعة وحزن .
مضت الساعات ثقيلة وهي تنثر رمال الصحراء على رأسها وتطيل من البكاء فتندب سيد الشهداء تارة وتندب رضيعها عبدا الله تارة اخرى، وتصفر الريح وتشهد أفلاك السماء نحيبها المرير.
هكذا اراد الله ان تمضي فصول ملحمة كربلاء بكل تداعياتها وبكل شخوصها، وهكذا كان لذلك النزال الشريف نساء الى جانب رجالاتها، ولذا كانت الرباب واحدة من بنات الرسالة المجيدة. 
يروى في بطون الكتب انها (رض) بقيت عاما بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لم يظلها سقف بيت، حزنا على الحسين (عليه السلام) حتى بليت كمدا عليه بعد شهادته عليه السلام ، ودفنت بالمدينة. 
وظلت في رحم الوجود زهرة اذبلتها الدواهي ورمزا يحتذى به في  الصبر والجلادة والوفاء ، وحقيقة ملموسه لأصغر القرابين التي أريق دمها الزاكي يوم النصر العظيم ...يوم كربلاء الشهادة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/24



كتابة تعليق لموضوع : حكايا عاشورائية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net