صفحة الكاتب : علا الحميري

ظاهرة تؤرق المجتمع.. الطلاق من يوقف زحفه
علا الحميري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لطالما كان هاجس الطلاق يؤرق المسؤولين والمهتمين في الشؤون الاجتماعية والأسرية والقائمين على أحوال المجتمع, فهاهي مرجعيتنا الرشيدة تعمل جاهدة علـى الحد والتخفيف من الظاهرة الخطيرة على المجتمع من خلال خطب الجمعة والارشادات والندوات الهادفة التي تعقدها في مؤسساتها لدراسـة المشكلة واسبابها وعلاجها, إذ اخذت مداياتها بالتوسع واصبحـت تتفاقم يوما بعد آخر ولابد من الوقوف على مسبباتها بعدما كشفت سجلات المحاكم زيادة اعدادهـا وهذا له مردود سلبي على المجتمع وعلى العائلة بالذات.. 

اسباب الطلاق

عدم التوافق والانسجام بين الزوجين وبالتالي ينتج فقدان الاستقرار العائلي المنشود, يضاف إلى ذلك المبالغة في تدخلات الأهل من  الطرفين, فضلا عن التسرع في الأمر والمزاجية في الزواج لاسيما من قبـل الشباب دون ان يتمتع بحصانة مادية, و فكرية ونفسية على وجه الخصوص لان قـرار الطلاق غالبا ما يكون انفعاليا و يتخذ من قبل الزوجين من دون التفكير بحل المشكلة بالطرق الممكنة والمساعي المطلوبة لمعالجة الأمر.
وكذلك يحدث الطلاق لأسباب اقتصادية, فأكثر الأسر الفقيرة بدأت تتجه إلى تزويج فتياتها تخلصا مـن المـسـؤولية.
كما ان عـدم القناعة والرضـا تجعل الزوجات غير مقدرات للوضع الاقتصادي للزوج مما يولد المشاكل والتي غالبا ماتنتهي بعدم الاتفاق وغيرها الكثير من الأسباب.

كما نوه ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (حفظه الله) في احدى خطب الجمعة من الصحن الحسيني المطهر لهذه الظاهرة التي باتت تنتنشر في مجتمعنا كالنار في الهشيم, مؤكدا على ضرورة لفت الأنظار لهذه المشكلة  “عند القياس بين حالة الزواج والطلاق نرى ان 20% من حالات الطلاق, وهذا امر مقلق ومخيف ويدعو الى الفات نظر الناس فرداً ومجتمعا في بناء نظام الاسرة”. 

 وبين سماحته في خطبته اهم الأسباب التي تؤدي للطلاق قائلا “حينما درست حالت الطلاق ودرست معها الاسباب وجد من بينها هو التساهل من قبل الزوجين وأفراد الاسرة في أمر الطلاق, في اي مشكلة واختلاف بسيط تعالج من خلال الطلاق, ولا يتم اللجوء الى وسائل الإصلاح، بينما الانسان الواعي الذي يعرف أهمية الاسرة له كفرد ومجتمع لا يلجأ الى الطلاق ويكون امر الطلاق هو آخر الحلول وأصعبها".

 ابرز الحلول لهذه الظاهرة 

- لجنة إصلاح: 

 في ظل غياب الوعي الديني والاجتماعي انتشرت هذه الظاهرة وبشكل كبير, لذا وجب تشكيل لجنة أو هيئـة او ما يعرف  بلجنة الإصلاح الأسري يتكفل بها رجال الدين والوجهاء, إذ تعطي الفرصة الكافية من الوقت لتقريب وجهات النظر وحلحلة المشاكل بين الزوجين دون ان تصل الامور  إلى ما يحمد عقباها.

-الاختيار الامثل :

 ان العلاقات الاجتماعية سابقا كانت تتسم بروابطهـا المتينة والمحصنة، واغلب العوائل تحرص على الاختيار الصحيح والمـدروس لكلا الطرفين, لاسيما وان رسولنا الكريم(صلى الله عليه وآله) يوصينا بأختيار النطف قائلا "تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم." 

وكذلك منبها على اختيار الزوجة بالقول  "وعليكم بذات الدين", وفي ذلك توضيح لما تحمل ذات الدين من ورع, والتزام, و اخلاق؛ لتحافظ على كيان الأسرة من الضياع, فهي تخشى الله في كافة تصرفاتها وتربي أولادها على تعاليم الاسلام فتنشأ العائلة قوية متماسكة صحيحة في كل ما يتعلق بدوامها واستمرارها. 

اما اليوم  يحدث الطلاق بسهولة لعدم الالتزام بالعلاقات الأسرية وروابطها, فالفتاة او الفتى لا يتحمل مصاعب الحياة  فتكون قرارته متسرعة ومتخبطة. 
كذلك العائلة اليوم تخشى على ابنتها من العنوسة فتدفعها إلى الارتباط ممن هم غير جديرين بمسؤولية الحياة الصعبة.

- معالجة الوضع الاقتصادي للاسرة:

  أحد الحلول لتحجيم هذه الظاهرة هـو الاستقرار البيئي والوظيفي الذي سيؤدي الى الاستقرار الاقتصادي .. 
فللزواج وتكوين الأسرة متطلبات كبيرة لابد من الالتفات اليها من قبل الحكومة لاسيما توفير فرص العمل الذي سيعطي فرصة أكثر للشباب في تغيير اتجاهاتهم الفكرية.

-تعزيز وتنمية  الجانب الفكري والتثقيفي فيما يخص تكوين الاسرة:

 اقامة الندوات الفكرية والتثقيفية في العشيرة والعائلة والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني وحث الشباب على الاتجاه الديني والالتزام بمبادئ الاسلام وعدم الانجرار وراء وسائل الهدم المجتمعي. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علا الحميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/04



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرة تؤرق المجتمع.. الطلاق من يوقف زحفه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net