صفحة الكاتب : هاشم الصفار

(التدقيق اللغوي وأهميته في صياغة النص) القسم السابع
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 - حروف الجزم: (لم، لمّا، لام الأمر، لا الناهية)، وكذلك حروف الشرط الجازمة، حين تدخل على الأفعال المضارعة، فتجزمها بالسكون إن كانت صحيحة الآخر، وبحذف حرف العلة إن كانت معتلة الآخر، وبحذف حرف النون إن كانت من الأفعال الخمسة، مثل:

يسعى= فلْيسعَ الإنسانُ الى الخير/ تنهى= لا تنهَ عن خلقٍ../ تنسى= لم ينسَ المؤمنُ ذكرّ ربه، وغيرها.
- الفعل (أرجو، نرجو، يرجو، ترجو) لا يحتاج الى ألف التفريق بعد الواو؛ لأن الواو أصلية وهي لام الفعل بالميزان الصرفي: (أفعل، نفعل، يفعل، تفعل)، وليست واو الجماعة، فنقول: نرجو ووزنها (نفعل)، والواو لام الفعل.
 ولكن الالتباس قد يحصل في حالة الأمر للجماعة المخاطبة، مثل: (ادْعُوا الناسَ إلى فعل الخيرات)، (ادْعُوْا): فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، فهو يُبنى على ما يُجزم به مضارعه، وحُذفت واو الفعل؛ منعاً من التقاء الساكنين (واو الفعل، وواو الجماعة)؛ أصلها (ادعوْوْا)؛ فلما التقى ساكنان حُذف الأول منهما لهذا السبب؛ لأن العرب لا توالي ساكنين في كلامها. فالواو في (ادعوا) واو الجماعة، ضمير متصل في محل رفع فاعل، بينما في المخاطب المفرد (ادعُ): فعل أمر مبني على حذف حرف العلة (الواو)، وعوضت بالضمة بدلاً عنها، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت)، كما جاء في قوله تعالى في سورة النحل: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...» {النحل/125} فالواو المحذوفة في (ادْعُ) هي من أصل الفعل، فيصبح وزن الفعل بعد الحذف (افْعُ). 
- وليس بخافٍ أن ألف التفريق إنما تُرسم بعد واو الجماعة في الأفعال الماضية: (ذهبوا، وكتبوا)، وأفعال الأمر: «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ...» {آل عمران/133}، والأفعال المضارعة الخمسة المنصوبة مثل: «لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ...» {آل عمران/92}، والمجزومة مثل: «...أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ...» {الأحزاب/19}؛ للتفريق بينها وبين الواوات الواردة في بعض الأفعال والأسماء، مثل: الواو في مضارع الأفعال الثلاثية المعتلة بالواو، مثل: (يدنو، يحبو، يرنو)، وكذلك الواو في (أولو) الملحقة بجمع المذكر السالم، مثل: (حضرَ الندوةَ المختصون وأولو المعرفة بهذا الشأن)، والواو في جمع المذكر السالم بعد الاضافة، مثل: (اجتمعَ عاملو المصنع)، وغيرها.
ملاحظات حول بعض الأخطاء الواردة في الصحف والمجلات:
- نلاحظ بين الحين والآخر، مجموعة من الأخطاء الشائعة التي نرصدها ونتناقلها، ولكنها بقيت طيّ التداول والاستعمال اليومي، خاصة في الصحف والمجلات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغييرها بين ليلة وضحاها، بل أصبح أحياناً تصحيحها نمطاً غريباً على السمع، ولا بأس بالتنويه والإشارة إلى قسم منها على سبيل المثال:
- (اشتريتُ عدةَ أقلامٍ)/ والصحيح: وجوب تأخير مفردة (عدة) باعتبارها صفة: (اشتريتُ أقلاماً عدة).
- مفردة (شتى) أيضاً يتناقلها اللغويون على أنها (صفة) وجب تأخيرها، مثل: (أصبح للإعلام وسائلُ شتى)، وليس (شتى الوسائل).
- إيراد الفاعل في الجملة مع كونه ضميراً متصلاً في الفعل، وهذا غير مستأنس في العربية، مثل: (كتبوا الطلابُ دروسهم)، والصحيح: (كتبَ الطلابُ دروسَهم)، وأيضاً: (كانوا أهلُنا يروونها كثيراً)، والصحيح: (كان أهلُنا...)؛ لأن (أهلُنا) اسم كان، ولا داعي لمجيء الضمير المتصل الواو اسماً لها. وتسمى هذه اللغة (لغة أكلوني البراغيث)، ومنها أيضاً (ظلموني قومُك)، وهي لهجة بعض القبائل، حيث أنهم أوردوا ضميراً للتثنية والجمع متصلاً بالفعل؛ دلالة على الفاعل المثنى أو الجمع، تماشياً مع اتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة؛ دلالة على الفاعل المؤنث.  
- ومن جملة الأخطاء مثلاً استخدام مفردة (يختصر) بدلاً من (يقتصر)، كما في العبارة الآتية: (ولا يختصر الأمر على ذلك فحسب)، والصحيح (ولا يقتصر).
- وهناك عبارة (الشتاء القارص)/ والصحيح: (القارس).
- ونقرأ عبارة: (كدت أتمزق أرَبًا.. أرَبًا…) أو (إرَباً.. إرَباً)، بفتح الراء، والصحيح (إرْباً.. إرْباً) بسكون الراء؛ و(الإرْب) جمع (آرابٌ) من القطع، قطع الشاة إرْباً إرْباً: أي جزءاً جزءاً، قطعة قطعة، عضواً عضواً، (كدت أتمزق من الخوف إرْبًا.. إرْبًا…)؛ أما (الإرْبَة) فهي: الحاجة، قضى إرْبَه: حاجته، وقال تعالى: «... أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ...» ﴿٣١ النور﴾ (أولي الإربة): أصحاب الحاجة إلى النكاح، (غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ): الطفل الذي لا شهوة له (أو المخنث لا شهوة له).
- ونلاحظ في هذه الجملة: (قدّمت صوراً ملئى بالعزة والشموخ)/ والصحيح: (مَلْأى)؛ لأن مَلْأى صفة مشبهة: مؤنت مَلآن، مثل: عطشى، مؤنث عطشان، وشبعى: مؤنث شبعان.
- ونجد في جملة: (فالإمام لما خرج لم يكون باحث عن منصب)، الخطأ في الفعل الناقص (يكون) الذي سبقه حرف (لم) النافي الجازم، فوجب جزمه بالسكون، وحُذف الواو لالتقاء الساكنين، فتكون العبارة (لم يكُنْ) هي الأصح، ومن ثم تكون كلمة (باحث) منصوبة (باحثاً)؛ لأنها خبر (يكُن)، فتكن الجملة بعد التصحيح: (فالإمام لما خرجَ لم يكُنْ باحثاً عن منصب). كما جاء في محكم كتاب الله العزيز: «وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ» {الإخلاص/4}.
- (لم تستطيع): فالفعل المضارع تم جزمه بـ(لم) وعلامة جزمه السكون، وقبل الحرف الأخير حرف علة (الياء) وحروف العلة تكون ساكنة، ولمنع التقاء الساكنين حُذفت الياء وعوِّض عنها بالكسرة، فصارت العبارة الصحيحة (لم تستطِعْ)، وهذا الحذف ينطبق على جميع الأفعال المجزومة التي يسبق حرفها الأخير حرف علة، مثل عبارة: (نادت، فلم يجيبها أحد)، نلاحظ الخطأ في كلمة (يجيبها)، والصحيح (يجِبْها) بجزم الباء بالسكون، وحذف الياء لالتقاء الساكنين.
- (أمسكت عبائتها بقوة خوفاً من سقوطها)، فالهمزة في مفردة (الـ(العباءة) تُكتب منفردة على السطر، بغض النظر عن موقعها في الجملة، وسواء كانت مضافة أم لم تُضَف، فتصبح العبارة: (أمسكت عباءَتَها)، ومثلها مفردات: (كفاءة، براءة). 
- (فتحمّلت عِبْأَ المسؤولية)، مفردة (عِبْء) جمع (أعباء)، تُكتب فيها الهمزة منفردة على السطر، جرياً على قاعدة إذا كانت في آخر الكلمة، وسبقها حرف ساكن، فتكون العبارة الصحيحة: (فتحملت عِبْءَ المسؤولية)، ومثلها مفردات: (نشْء، مِلْء، كفْء). 
- نلاحظ في مفردة (كفْءٌ)، جمع (أكْفَاء)، وهناك من يجمعها على (أكِفّاء) بتشديد الفاء وهو خطأ، ومعنى (هو كَفْءٌ له): مثلُه، نظيرُه، وكذلك (موظفٌ كَفْءٌ): أي كُفْؤ، مقتدرٌ، فحين ضممنا الكاف، وضعنا الهمزة على نبرة الواو (ؤ).
 أما ما ورد في سورة الإخلاص «وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ» فمرجعه لتعدد القراءات القرآنية، فمنهم من يسكن الفاء (كُفْؤاً)، وهناك أيضاً (كُفُواً) بضم الكاف والفاء، والواو غير مهموزة، وكذلك (كُفْئاً) بضم الكاف، وتسكين الفاء والهمزة على كرسي الياء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/14



كتابة تعليق لموضوع : (التدقيق اللغوي وأهميته في صياغة النص) القسم السابع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net