للصباح غبش جميل يدغدغ الأماني ويداعب الأحلام، وإن كانت فسحة الأحلام محدودة وشحيحة، إلا أنها في النهاية بقايا أحلام تسافر بنا الى عالم خصب يضجّ بالطموح والآمال.
فالرؤيا تتّسع رويدًا رويدا، بقدر ما تعطيها الشمس من شعاع، وعلى الرغم من كل الأنين والوجع وظلمة الليل الطويل، فالنهار يطلّ في وقته المحدّد كل يوم...
وعلى الرغم من كلّ جراحات الانتظار المرير، تنسلّ الشمس من بين السحب وترتفع إلى أفق السماء، لتعلن للوجود أجمع أن لا شيء سيغيّر مجرى الأفلاك...
وقد تعصف بنا الأحداث فنتسمّر حينًا من شدّة المصاب، وأحيانا أُخرى تنتابنا نوبات من الجهد والإعياء، وقد نتوقف قليلًا لنلفظ انفاسنا، لكننا مع طلوع فجر يوم جديد نطوي صفحات الألم، ونثب مشمّرين السواعد نحو السعي والهمّة والاجتهاد.
تأخذنا مشاعر العزم والإصرار، وتسيّرنا طاقات التحدّي والانتصار، نسير ونسير في دروب الحياة وتعرّجاتها، لا نعدّ مرات السقوط، لكنّنا نتشبّث بلحظة الوقوف والثبات ثم الانطلاق.
غبش الصباح... أمنيات وآمال... آهات وزفرات... أنسام برقّة الربيع وعذوبة المياه وعبق أزاهير الصباح.
غبش الصباح... حكايات رسمت بريشة الحزن والحنين، وتلوّنت بألوان الطيف الجميل وهي تفتّش بين الأشلاء عن بسمةٍ غفت عند صباح يومٍ فات...
غبش الصباح... حروف خُطّت بحبر القلب الجريح، ووُثّقت بلون الصمت الرهيب، تأوّهت الحسرات وزفرت الأمنيات وتسابقت بلحن الحياة الأبدي.
أرادت أن تخرج عن حدود المساحات وأن تعرّج على حلل الجمال، وأن تصوّر بعين الحقيقة الفرق الشاسع بين التمنّيات وواقع الحال...
وهكذا تكون قد سجّلت في النهاية وقعًا جميلًا في جمال صنع الله وإبداع قدرته وتكوينه، لأول ساعات الفجر الوضّاء .
مستقطع من كتابي ( قناديل)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat