صفحة الكاتب : سرمد سالم

وانتصرنا بكلمة...
سرمد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سلسلة المقالات المشاركة في (مسابقة أفضل مقال)  ضمن مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثالث والذي أقيم تحت شعار (النصر منكم ولكم وإليكم وأنتم أهله) 

ما حدث في العراق ليس احجية رقمية تحيِّر العلماء في حلها؛ كونها تحتاج الى تحليل منطقي بالغ الدقة، إنما هو مسلسل شديد الحركة (اكشن) كتبت أحداثه وأنتجت مشاهده في استوديوهات هوليودية.

 فعندما انقشع غبار الماضي وأزيل الستار، انكشفت الأوراق على قارعة الطريق واتضح السيناريو لذلك المسلسل الخبيث الذي حبكت احداثه بدقة لا متناهية - لخدمة قضية ما لسنا بصدد التطرق لها في هذا المقال - لأن ما يحاك في غياهب الليل المظلم يستدرجنا لكتابة مجلدات، فحينما تستعر الحرب اللاهبة يحتدم صراع الاباطرة، تكشر الوحوش الكاسرة عن انيابها بالظاهر لتحرك الريشة خلسة فوق عروش السلاطين وفي طرف النّهار يساق أَوْفَاضُ الناس بقسوة خلف قضبان الخيانة والعمالة بجرم ارتكبه السلطان العميل نفسه.
فأضحى بلدي مكاناً لتصفية بعض الحسابات واستعراضاً للعضلات، لكن الأجمل اننا لم نشاهد من الصراع - الحرب الضروس المستعرة بالظاهر - سوى بعض الحوارات المتشنِّجة والهتافات والتسقيط امام الجمهور، أما خلف الكواليس فتجدهم يتعانقون بنجاحهم المثير، وما اعظم هذه النجاحات حينما يكون هنالك مظلوم وما اكثر المظلومين في بلادي.
فعمَّ الدمار كلَّ شيء في بلادي وحتى عقول بعض البشر التي نخرتها ديدان الطائفية والأنانية المقيتة، وأصبحت الكراهية تشكل كلَّ حيثيات الحياة فيها، وأما المحسوبية فقد انتجت سلمًّا وظيفيًّا يتدرج من أعلى الهرم الى ادناه من الاقارب وبدرجات فنية متفاوتة بحسب القدرة على مسح الكتف وتقبيل الايدي والأقدام، وكوَّنت دعماً لا محدود للمحتالين والمتملقين ليرتقوا سلم النجاح (غير الموجود أصلا) وكان الجمهور المصفق من نفس الخامة المتميزة بكثرة الكلام، وتكوَّنت على إثر ذلك الكتلُ والفرقُ في مؤسسات بلدي وتنوع البشر بين تابع وخاضع ومتملق - إلا القليل - ففي غيبة العقول يصبح الانسان مجرد جسد بالٍ يبحث عن قشة صغيرة وسط البحر الهائج.
وفق قانون المحسوبية أصبح الذين لا يمتلكون اقاربَ في الحكومة بلا ناصر ومعين فصودرت حقوقهم وامتيازاتهم وحتى كلماتهم المنددة بهذا الظلم، وأضحت عدوى الفقر والظلم تطرق الابواب لتنتقل ما بين الافراد. 
وعندما ظهر الارهاب سانده البعض - في بادئ الامر - ومنهم الساسة فكانت حلقة من هذا المسلسل بسيناريو لا يختلف عليه اثنان مفاده ظهور الوحش الكاسر الذي لا يقهر وانهزم الجيش الجرار أمامه في ساعات قلائل؛ بسبب الخيانة واستقبال مشرف في المدن لقطيع المأجورين في الأحضان؛ كونهم المخلصين والمنقذين، واشتد بعدها الصراع بين جميع القوى في العالم بين مساند وطامع ومخلص وخائن، ولابد من أن يبلغ الصراع اشده في ذروة الحدث في هذا المسلسل.
تدمر- على إثر ذلك - كل شيء في اشهر قلائل وأصبح الناس في ريبة وترقب؛ كون الارهاب تدفق مثل النهر الجارف فسحق كل شيء اعترض طريق تقدمه، وتوسع فمسك الارض وقتل وسرق وفرض السيطرة على مناطق شاسعة لم يبق شيء في محله وحتى الطريق فقدَ ملامحه وتغيرت ديموغرافية المدن فقتل التراث الجميل والمستقبل بهدم (المدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات ودور العلم) والتي أصبحت على هيئة ركام بالٍ لا يقدم ولا يؤخر إلا العروش، فهي ستبقى شامخة مدى الدهر كونها محمية طبيعية.
لكن وكما قالوا: (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) كانت هذه بداية النهاية فعلى عكس السيناريو المرسوم سرنا وسارت مجريات الاحداث في هذا المسلسل والتي لم يتوقعها المؤيد قبل المعارض فبكلمة حق نطقت من قلب العالم قلبت مجريات الأحداث، وأفشلت جميع المخططات البغيضة وانتصرنا رغم عمق الاحزان وتعدد الجراحات التي اصابت بلدي فكانت (الفتوى المقدسة) هي الفيصل بين الانهزام والانتصار، وبها انقلبت المعطيات من خاسر مهزوم الى متقدم منتصر حينما هبَّ الجميع لتلبية النداء استجابة لتلك الكلمة المقدسة التي نطقها مرجعنا العظيم (دام ظله) فكان النصر حليفنا ومنا ولنا بالتضحيات والدماء التي روت ارض العراق فأنتجنا نصراً سيذكره التأريخ في طيات معطرة بأريج التفاخر، وسنبقى سائرين مع كلمة الحق لنتعاضد فنعمّر ارضنا، فبالدماء والتضحية ننتصر وبالحب والسلام نعمر البلد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سرمد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/13



كتابة تعليق لموضوع : وانتصرنا بكلمة...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net