سؤال شغلني كثيرا: لماذا أغلب الشباب يكتبون عن قضايا الدين والشعائر الحسينية بأسلوب متشنج، الأمر يحتاج الى حضور الوعي الثقافي والإنساني، وأن لا يشتغل بتلك الكتابات التي امتلأت بها وسائل الاتصال، وأغلبها يعتمد على التلقين أو على النمطية في الرأي، حتى تصبح كل الكتابات نمطية متشابهة، وكأنها موضوع واحد يكرر نفسه؟
لماذا يريد صاحب التجربة الطرية من العالم أن يكون على هواه؟ لماذا لا يمتلك غير الانتقاص والرأي ثقافة، والثقافة لا حدّ لها، فما تكتبه اليوم قد لا يكون شيئا مهمّا لما سيتعلمه في الغد؟
الابداع الانساني مفتوح غير منمّط، الرأي الذي يعدّه بعضهم خطأ قد يعني عند الآخرين صحيحا، ويشكل عندهم قيمًا إيمانية. النرجسية تقود الانسان الى التمادي بالرأي، وانتقاد الشعائر الحسينية بأسلوب غير مسؤول، وتنظير عام سطحي لا يمثل طموح الشباب، وانما يمثل العقم الفكري، وخللًا نفسيّا ينحدر الى الفشل.
لابد أن نعي أن الكلمة المتزنة مدركة مسموعة محترمة، صادرة من سلوك غير مريض، علينا أن نفهم مبررات الآخرين، بعض الكتابات تهجم على الشعائر الولائية بحجة وجود أداء سلبي في موكب ما، ومعالجة هذا الاداء بأسلوب مثقف واعٍ سيبعد الانتقاد عن المرض النفسي، وعلينا أن نلتزم بأداء الشعائر بحرص، وأن لانترك حيزا يشغل بال من يهدم، وأن نعمل على بناء الشعيرة بودٍّ حسينيّ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat