وُلِدت زينبُ كما يُولد الفجرُ الصادقُ في اخريات الليل البهيم،
وأشرَق هلالُها كما يشرق نورُ النبوَّة في وجه رسولٍ كريم
وُلِدت كما ُيولد مطلعُ القصيدةِ في قلب الشاعر، وكما تُولد القضيةُ الحية في ضمير الامة , وكما تُولَد زهرة الشَّمس في تُربة بستان
وكانت تكتملُ في نموِّها سنةً بعد سنة، كما يكتمل القرآن في نزوله سورةً بعد سورة, والقمر في اطلالته ساعةً بعد ساعة،والخلافة في ظهورها إماماً بعد إمام.
وكان ابوها امير المؤمنين عليه السلام يحنو عليها كما يحنو صدرُ الربيع على ربى الحقول, وأمُّها السيِّدة الزَّهراء تعطف عليها كما يعطف موجُ البحرِ على صخور الساحل.
وكانت وِترًا من النساء اجتمعت فيها امةٌ من الصفات, فهي بين نساء الصفوة صفوة النساء, كما يكون البيت في القصيدة بيت القصيد، والفكرة في النظرية سر النظرية.
ولدت ليكون في ميلادها مولد قضية، وتوفيت ليكون في موتها احياء امة ,
مااقوى يديك وانت تحملين جبلا من الصمود مذبوحاً من الوريد الى الوريد ,وانت تقولين :ربنا تقبل منّا هذا القربان,وايُّ قربان اعظم من الحسين واكرم؟
ما أفصح لسانك وانت ترتلين آياتِ الصبر في ساحة الوغى؟
وتقولين ما رأيت الاَّ حسناً جميلا؟ وهل احسن من التضحية في سبيل الله تعالى واجمل؟
يا سيدتي ومولاتي ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهةً عِنْدَ الله توسلي لَنا عِنْدَ الله بان يهب لنا نفحة من نفحات حبك لأخيك ابي عبد الله الحسين عيه السلام؛ ليكون هواه زاد قلوبنا ,ومحبته ريَّ ارواحنا, وان يحشرنا والمؤمنين معكما في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وبهذه المناسبة وجد بعضهم ,ولست أذكر هل هو السيد جواد شبر في أدب الطف أو غيره, بخط العلامة المتتبع المغفور له السيد عبد الرزاق المقرّم النجفي (رحمه الله) وجد ما مضمونه قوله انه (تواتر الخبر عند أهل الشام أن الفقيه الحنفي الكبير وعالم دمشق في عصره الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفي سنة (1143 هـ) (أعرض) عن زيارة مرقد العقيلة زينب (عليها السلام) براوية - مكان في دمشق - فلّما سألوه عن ذلك قال: لا أشمّ رائحة النبوة منه !! فلمّا انصرف وسار نحو مائتي خطوة سقط عن دابته وانكسرت رجله, فأمر بإرجاعه إلى المشهد وأنشأ يقول:
زيــــنب بنــــــــت حيدر
معدن الـــعلم والـــهدى
عندها بـــــاب حــــــطة
فــــادخلوا الباب ســجّدا,
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat