صفحة الكاتب : سعد العابدي

نائب فاسد وقاضي
سعد العابدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رائعة هي القوانين حينما تكون مسخرة لخدمة الفرد والجماعة والمجتمع وجمالية القانون تتأتى من إحقاقه الحق ورد الظلم وإنصاف المظلوم وكذلك تنظيمه حياة الإنسان وضبط سلوكه وتذليله معوقات هذه الحياة وجعلها سهلة على بني البشر خالية من العناء والمشقة، والنقطة الهامة في القانون لاي دولة هي صيانة وحفظ المال العام بكل وجوهه من أيدي الفاسدين والمفسدين وعدم التهاون في التعدي عليه ، فالقانون وأن تفاوتت تعريفاته وتشعبت بحسب الزاوية المنظور منها الا أنه لا يخرج في معناه العام عن إطار ما ذكرناه في غاياته وأهداف وضعه وتشريعه، ويعتبر القضاء مؤسسة الشعب الأولى، التي يلتجئ إليها لحفظ المجتمع وإنسانيته ورعاية حقوقه، وصون كرامته، وهي التي تشعره بهيبة الدولة، التي يعيش في كنفها، وبالتالي تجعله يتمسك بمواطنته الحقة، وتدفعه للتمسك بوطنه ووطنيته.
ومع كل تلك التنظيرات المسجلة للقانون والقضاء، لكننا في الواقع تعترينا الصدمة ويبهتنا الذهول ونحن نرى ذلك القاصي الذي ترتجف أطرافنا ونحن نقف امامه مخافة أن يرمق نظرة لنا لا تريحه او نتفوه بكلمة لا ترضي معاليه بل إن احدنا يحبس انفاسه مخافة العطاس في حضرة القاضي فقد تؤدي بِنَا العطسة الى الحبس وعدم ولعل الوقوف أمام ملك الموت اهون من الوقوف امام قاضي .. ياترى كيف تحول ذلك القاضي من سلطان متجبر امام المواطن والمراجع العادي الى حمل وديع ورقيق يفيض تسامحا ورحمة اما النائب الفاسد لا يحتاج أثبات فساده اكثر من ضغطة زر في وزارة المالية.
والعجيب رقه هذا القاضي مع القانون بتغريم نأئب ثبت اخفائه لاستلامه راتبين من الدولة العراقية ولسنين طويلة لتكون العقوبة 200 دينار فقط !!! لا اعرف كيف سيجد هذا المبلغ ليودعه واصغر فئة نقدية 250 دينار ثمن -مصاصة طفل - تودع في صندوق المحكمة وتعاد اليه بعد انتهاء مدته -لان فلوسه حلال-، والحبس مع ايقاف التنفيذ!!!!، لان الحبس لا يتناسب وشأنية النائب وسمعته ولا ادري اي غطاء قانوني هذا فهل لمحتال على الدولة، فأي سمعة هذه وكانه طفل قاصر لا يعلم كيف تصرف هذا التصرف وليت شعري لما لم نرى هذه الرحمة والرأفة لذلك الصبي الذي مد يده على شيء من محل وحبس وقتها ونال الجزاء جراء ما اقترفت يداه .. تذكرت حديث 
الإمام الصادق (عليه السلام) حينما قال القضاة أربعة: ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة (ميزان الحكمة).
لا ادري ماذا نقول ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد العابدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/02



كتابة تعليق لموضوع : نائب فاسد وقاضي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net