رائعة هي القوانين حينما تكون مسخرة لخدمة الفرد والجماعة والمجتمع وجمالية القانون تتأتى من إحقاقه الحق ورد الظلم وإنصاف المظلوم وكذلك تنظيمه حياة الإنسان وضبط سلوكه وتذليله معوقات هذه الحياة وجعلها سهلة على بني البشر خالية من العناء والمشقة، والنقطة الهامة في القانون لاي دولة هي صيانة وحفظ المال العام بكل وجوهه من أيدي الفاسدين والمفسدين وعدم التهاون في التعدي عليه ، فالقانون وأن تفاوتت تعريفاته وتشعبت بحسب الزاوية المنظور منها الا أنه لا يخرج في معناه العام عن إطار ما ذكرناه في غاياته وأهداف وضعه وتشريعه، ويعتبر القضاء مؤسسة الشعب الأولى، التي يلتجئ إليها لحفظ المجتمع وإنسانيته ورعاية حقوقه، وصون كرامته، وهي التي تشعره بهيبة الدولة، التي يعيش في كنفها، وبالتالي تجعله يتمسك بمواطنته الحقة، وتدفعه للتمسك بوطنه ووطنيته.
ومع كل تلك التنظيرات المسجلة للقانون والقضاء، لكننا في الواقع تعترينا الصدمة ويبهتنا الذهول ونحن نرى ذلك القاصي الذي ترتجف أطرافنا ونحن نقف امامه مخافة أن يرمق نظرة لنا لا تريحه او نتفوه بكلمة لا ترضي معاليه بل إن احدنا يحبس انفاسه مخافة العطاس في حضرة القاضي فقد تؤدي بِنَا العطسة الى الحبس وعدم ولعل الوقوف أمام ملك الموت اهون من الوقوف امام قاضي .. ياترى كيف تحول ذلك القاضي من سلطان متجبر امام المواطن والمراجع العادي الى حمل وديع ورقيق يفيض تسامحا ورحمة اما النائب الفاسد لا يحتاج أثبات فساده اكثر من ضغطة زر في وزارة المالية.
والعجيب رقه هذا القاضي مع القانون بتغريم نأئب ثبت اخفائه لاستلامه راتبين من الدولة العراقية ولسنين طويلة لتكون العقوبة 200 دينار فقط !!! لا اعرف كيف سيجد هذا المبلغ ليودعه واصغر فئة نقدية 250 دينار ثمن -مصاصة طفل - تودع في صندوق المحكمة وتعاد اليه بعد انتهاء مدته -لان فلوسه حلال-، والحبس مع ايقاف التنفيذ!!!!، لان الحبس لا يتناسب وشأنية النائب وسمعته ولا ادري اي غطاء قانوني هذا فهل لمحتال على الدولة، فأي سمعة هذه وكانه طفل قاصر لا يعلم كيف تصرف هذا التصرف وليت شعري لما لم نرى هذه الرحمة والرأفة لذلك الصبي الذي مد يده على شيء من محل وحبس وقتها ونال الجزاء جراء ما اقترفت يداه .. تذكرت حديث
الإمام الصادق (عليه السلام) حينما قال القضاة أربعة: ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة (ميزان الحكمة).
لا ادري ماذا نقول ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat