صفحة الكاتب : تبارك صباح

الذكاءُ العاطفي لدى الطفل 
تبارك صباح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يُعتبر الذكاء العاطفي أساس الحوار التفاعلي القائم بين الأهل والولد, وبينه وبين الأفراد الآخرين, وهو يتطوّر تبعًا لمراحل نموّه. وتتنوّع معطيات هذا الحوار وركائزه بشكل ينبغي أن يتلاءم مع تطوّر ذكاء الطفل ومميزاته.
ما الذكاء العاطفي (الانفعالي)? إنه تلك القدرة التي تمكّن الفرد من إدراك وتأويل وتعديل انفعالاته تبعًا لانفعالات الآخرين, بمعنى أن: الفرد الذكي انفعالياً هو فرد قادر على إدارة مشاعره وانفعالاته, والتعبير عنها بطريقة فعّالة تمكّنه من التواصل مع أي فرد آخر في معظم الوضعيّات, التي يوجد ضمن إطارها. والمعروف أن للتربية المبكرة (تربية الأهل, في المقام الأول), أثرها المتزايد تبعاً لتطوّر نمو الطفل, فيصبح راشداً يتمتع بذكاء انفعالي جيّد يمكّنه من الاندماج مع المجموعة التي ينتمي إليها.
ذلك أمرٌ يكتسب أهميته القصوى اليوم, حيث نجد العديد من الأطفال, يعانون من مشاكل نفسيّة متعددة ومتنوعة ترتبط, بالدرجة الأولى, بعجزهم عن ضبط مشاعرهم وانفعالاتهم, وبشكل خاص عن إدارتها تبعاً لمعطيات الوضعية المحيطة بهم.. ونتيجة ذلك أنهم يقومون برد فعل سلوكي غير متكيّف كـ(العدوانية, السلبية...مثلاً). وهؤلاء الأطفال قد يصبحون راشدين عدوانيين، أو تابعين سلبيين، أو عاجزين عن التفاعل بإيجابية مع أفراد البيئة المحيطة بهم, سواء في المنزل أم في العمل أم في أي إطار بيئي آخر, وقد يصبح لديهم أولاد يعانون, هم أيضاً, المعاناة نفسها.
يعني ذلك, ضمن ما يعنيه, أن تنمية (تعلّم) الذكاء العاطفي يجب أن تبدأ مبكراً: في المنزل وفي الصفوف الابتدائية بالمدرسة, بحيث تتضافر الجهود معاً (جهود المعلمين وجهود الأهل) في تعويد الولد على حلّ المشكلات التي تواجهه, ومعالجة علاقاته وانفعالاته الحقيقية, وبشكل خاص على التعبير عنها وبالتالي, تنمية سمات شخصية أو سلوكيات فردية إيجابية كـ(التفاؤل, مناجاة الذات, الثقة بالنفس, الإحساس بالحنو والقدرة على التعاطف مع الآخرين), تشكّل بحد ذاتها مؤشرات أساسية على وجود ذكاء انفعالي عنده كفرد, في حين قد تتسبّب السمات المغايرة لها, كالتشاؤم والاكتئاب والغضب...إلخ, برفع درجة القصور, الذي يعانيه على مستوى ضبط انفعالاته وتنظيمها. وهكذا, نساعد الطفل, وبشكل مبكر, على رفع قدرته على تأويل الوقائع, والقيام بضبط فعلي لانفعالاته وتعديلها عبر مساعدته للتعبير عنها وفهمها, وبشكل خاص على حلّ المشكلات التي يواجهها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/29



كتابة تعليق لموضوع : الذكاءُ العاطفي لدى الطفل 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net