اختلاف الفقهاء في ثبوت هلال شوَّال
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

كشفت ردود فعل النَّاس تجاه اختلاف الفقهاء في ثبوت هلال شوَّال عن أمرينِ مُحزنين:
الأول: علميّ,فمن الناحية العلمية كثيرٌ من النَّاس لا يعرفون معنى الاجتهاد بصورةٍ واضحة, ومعنى الخلاف العلميِّ بين الفقهاء الذي تترتَّب عليه آثارٌ واقعية.
الثاني: أخلاقيّ, وهو الاعتراضُ على العلماء بصورةٍ غير مؤدَّبةٍ ولا ئقة بالمرابطين على الثغور الفقهية والعقائدية لآل محمدٍ عليهم السلام.
والطريف في الأمر أنَّه في حالة اختلاف العلماء فإنَّهم يُرجّحون كفَّة من قال بثبوت رؤية هلال شوَّال على من قال بعدم ثبوتها, هكذا, عاطفةً من غير علم,مع أنَّ العكس قد يكون هو الصحيح في واقع الأمر.
ولكن دعني أنبّه على أمر, وأنا شاهدُ عيانٍ عليه, ولمستُهُ في عوائل كثيرة, كلُّهم ممن أعرف شخصيَّاً من أقرباء, وأصدقاء, وجيران, ومعارف.
ينشأ الفتى, ومعه الفتاة على حبِّ الدينِ وأهلِه, فيكون الخلاف بين العلماء في ثبوت الهلال من عدمه,أو وجوب إقامة صلاة الجمعة من عدمها, أو سكوت المرجع في الشأن السياسي من عدمه, فيأتي الآباءُ فينتقدون الفقيه الجامع للشرائط انتقاداً قاسيَّاً غير مؤدَّبٍ أمام الأبناء, والأبُ مثلٌ أعلى في عين الابن, فيتعلَّم هذا منه نقد المرجع, والجسارة عليه بعد أن فقد الثقة به, فلم يعد يُحبُّ الفقيه, والحوزة,والكتاب الديني, والمحاضرة الدينية.
وصار تلهفه على العيد سبباً في بغضه آخر يومٍ من شهر رمضان, ولم يرَ في العيد غير زيارة الأهل والأقارب , والاجتماع على مائدة الغداء فسُلِب من العيد أهم ما فيه, وهو العبادة,والفوز بجائزة شهر رمضان,مع أن ليلة العيد - كما في مضمون بعض الروايات - لا تقلُّ عن ليلة القدر عظمة.
فنصيحتي إلى الآباء: إذا لم يكن عندك خوفٌ على دينِك, فخِف - على الأقلِّ - على تديُّنِ أبنائك,فانقد العلماء - إذا لم يكن عندك خلق احترام التخصص - ولم يبلغ بك الورع أن يمنع غيبتهم - ولكن قبل أن تنقد اذهب إلى بئرٍ وتكلَّم فيهم,أو جالس الحائط واحكِ عليهم.
ليس عندنا غير مراجعنا العدول الذي نتعبَّد الله تعالى بتطبيق أعمالِنا على ضوء رسالتهم العملية , بعد انقطاعنا عن معدن الرسالة, ومهبط الوحي, فصرنا أيتام آل محمدٍ صلى الله عليه وآله, فإذا لم يتعبَّد الانسان على هدي هذا المرجع العادل الجامع للشرائط, فقد انسلخ عن الدين انسلاخ الحيَّة عن جلدها, والله المستعان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat