صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

الفاتيكان في رحاب النجف الأشرف
صلاح عبد المهدي الحلو


من يقرأ تاريخ آل البيت عليهم السلام, يجد أنَّهم كانوا محطَّ أنظار رؤساء الديانات, وأرباب النِّحل, ومفكّري العالَم, والمؤمنين والملحدين على شرْعٍ سواء.
فليس غريباً أن يكون وريث سلالة النبوَّة, وسليل الأئمة, وقائد الأمَّة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني - دام ظلُّهُ - محطَّ أنظار زعامات العالَم الدينيَّة ومنهم البابا الأعظم, أعلى سلطةٍ روحيَّةٍ للمسيحيَّة في العالَم.
هذه المرجعية, وهي تنمو كالزهرة في ربيع الحوزة, 
تستمدُّ قوتَها من صحراء هذه الأرض القاحلة, 
وتستعيرُ معنوياتُها من سماءِ تلك القبَّة الشامخة
والتي وقفت أمام موجَّةٍ من التحدِّيات التي غلَت في قلوب بعضهم بمرجل الحقد والحسد,
 فشوَّهوا صورتَها الناصعة, فما ازدادت إلَّا جمالا, 
وشككوا في حضورها العلميِّ فما أربَتْ إلَّا عُلُوَّا,
وجيَّشوا الجيوشَ لتسقيطِها فصارت القلعة التي يعزُّ فتح حصونِها,
وحشَّدوا الإعلامَ لتوهينِها فصارت الحصن الذي ندُرَ اقتحام قلاعه,
اليوم هي شمسُ الشريعةِ البازغةُ على أفق التشيّع,
وقمرُ الفقاهة المُنير في سماء الإسلام,
وليت البابا يعلم أنَّه اليومَ سيطأُ بقدميه أرضاً خلَع فيها موسى نعِلَيْه,
ويقابِلُ زعيماً تنقادُ له القلوب قبل القوالب,
ووترضخُ له الأرواحُ قبل الأبدان,
فله الشرف في مقابلة نائب الإمام المعصوم - عليه السلام - وليعلم أن علياً السيستانيَّ أولى من البابا بالمسيح عيسى, لأنَّ زهدَه كزهدِهِ, وسيرتَهُ تترسَّم خطى سيرتِهِ, وأنَّ الروحانيَّة الحق ملأ قلب ذاك الرجل القابعِ في كِسْرِ بيتِهِ,
فعلى الفاتيكان أن يرفع راية (ياحسين) على أعمدة الكنائس, وأبواب الأديرة, احتفاءً بزيارة البابا لسماحة السيد, وليس العكس.
دُمتَ لنا خيمةً أيها الوطنُ المُنحني في شموخ,
أبانا الذي جليس بيتِهِ في النَّجف الأشرف,
ذلك السيستانيُّ الذي عققناه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/05



كتابة تعليق لموضوع : الفاتيكان في رحاب النجف الأشرف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net