الحسين في مواجهة الطاغوت الأكبر
سعد العابدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد العابدي

صُدم المسلمون صدمة كبرى وهم يروا تلك العصابة وهي تغتصب الخلافة وتسرقها لتخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل بيته بعدما عرفت فضلهم وجحدوه وهم عصبة النبي فهذا عمر بن الصهاك رأس الضلال والطاغوت الأكبر الذي سن التعدي على أهل البيت وأول من أسس اساس الظلم والفساد يقول : سمعت النبي (ص) يقول: كل قوم عصبتهم لأبيهم الا أولاد فاطمة، فاني أنا عصبتهم وأنا أبوهم( 1).
وكذلك يروي فيقول سمعت رسول الله (ص) يقول كل بنى أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا بنى فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم (2)ورغم هذا كله ومعرفته به فقد جاوز هذا وغيره فقد بالغ بأيغاله في التعدي على رسول الله والكذب عليه جهارا نهارا وبمشهد من عامة المسلمين وخاصتهم لكن الغريب أن المسلمين كانوا يلزمون جانب الصمت القاتل والذي يسلب أهل الحق حتى القدرة عن الدفاع أو المطالبة بحقهم.
الا أن أهل البيت كانوا الشوكة التي غص بها هذا الغاصب المتجرئ على آل الله والحيلولة دون أدائهم الدور الرسالي المنوط بهم في بيان الجمال الآلهي لوجه الإسلام الحقيقي وبناء المجتمع الإسلامي الذي حرص رسول الله على إقامته وتجسد هذا الرفض في فعل وخطب أمير المؤمنين عليه السلام والزهراء عليها السلام وأعلان رفضها وبكل قوة لما تجرأ به أبن ابي قحافة وأين الصهاك في غصب حقها بعدما غصبا حق أمير المؤمنين وكذلك فعل الامام الحسن عليه السلام لكن ما يميز فعل المواجهة القوي الذي كان ينتهجه الامام الحسين عليهم السلام له وقعه الخاص الذي يعطي جرعة الشجاعة والقوة لأبناء الأمة الأسلامية في رفض الظلم والإنحراف الذي جر على الإسلام والمسلمين والانسانية كل ويل وثبور، فكانت صرخة الإمام الحسين عليه السلام مدوية منذ ذلك اليوم وذلك الزمن فالحسين هو الحسين في صغره والكبر...
فقد روى صاحب الإحتجاج (3) أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فقال له الحسين عليه السلام من ناحية المسجد: انزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله صلى الله عليه وآله، لا منبر (4) أبيك.
فقال له عمر: فمنبر أبيك لعمري يا حسين!
لا منبر أبي، من علمك هذا (5)؟
أبوك(6)علي بن أبي طالب؟
فقال له الحسين: إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به، وله في رقاب الناس البيعة على عقد رسول الله (ص) نزل بها جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى لا ينكرها أحد إلا جاحد بالكتاب، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم، وويل للمنكرين حقنا أهل البيت (ع)، ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله من إدامة الغضب وشدة العذاب؟!.
كان هذا بداية الإنحراف والفساد الذي بدأ في السقيفة واستمر بالنصب والعداء لآل محمد(عليهم السلام) فواجهه أهل البيت عليهم السلام وتصدى له الإمام الحسين عليه السلام بكل قوة وثبات.
————————————-
1-مجمع الزوائد: ج 4ص 224 كتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص 72 .
2-مجمع الزوائد: ج 6 ص 301.
3-الاحتجاج ٢
أضغط هنا [طبعة النجف ٢ / ١٣ - ١٥]
4- في (س): إلى منبر.. وهو الظاهر.
5- إلى هنا ورد في تاريخ ابن عساكر ٤ / ٣٢١، وفيه: من أمرك بهذا. وحكاه عنه في الغدير ٧
6-لا توجد: أبوك، في (س).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat