تتواصل الهجمات المحمومة على دعائم مذهب الحق، بشتى الوسائل وجميع الاسلحة، وعلى مختلف الثغور.
المؤسف ان يشارك جزء من ابناء المذهب في مثل هذه الحملات بالترويج للاساءة دونما دراية.
ولحراجة الموضوع وحساسيته الشديدة، يتحير المرء عند ارادته التنبيه عن مثل تلك الاساءات لئلا يقع في خدعة الترويج، ولكن قد يكون الامر ضروريا بعد ان تنتشر الاساءة وتأخذ اصداءً، فلابد حينئذ من الاشارة لها تداركا للخلل وتحذيرا من المقبل من مماثلاتها.
نموذج الاساءة الجديدة، "فيديو" لاحد السادة المعممين، يتضمن مناشدة للمؤمنين للمساعدة على تجاوز حالة الفقر التي يعيشها، والعنوان:
"يامن رميت جميع المعممين بتهمة السرقة والتلبس بلباس الدين، مو من حقك تگول كل المعممين حرامية، انظروا الى هذا المعمم السيد الجليل كيف يعيش.. لا حول ولا قوة الا بالله"
ثم يقدم حالة السيد كانموذج على عدم صحة تعميم تهمة السرقة على المعممين.
يتضمن هذا "الفيديو" اساءة مبطنة مركبة، اما ان تكون ماكرة او ساذجة وهي:
- ان هذا هو حال طلبة العلوم ورجال الدين.
- ان من ليس هذا حاله فهو غير مستثنى من التهمة.
- ان المجتمع المحيط بهذا المعمم غير مكترث له ومشغول عنه بما اترف فيه.
وجميع ما تقدم هو محض اساءات متكررة مسوّقة هدفها النيل من: العمامة، السادة، المرجعية الدينية، العتبات المقدسة، المذهب بصورة عامة.
هل يصح ان تعرض مثل هكذا حالة لسيد من السادات المعممين على مواقع التواصل بهذا الشكل؟!!
اذا كان السيد مستعدا للظهور في هذه القناة الم يكن بإمكانه الاتصال بالمؤمنين الخيرين؟!
وجنبنا هذه العرض المؤلم الذي يسيء للسادة ولطلبة العلم وللمرجعية الدينية والشيعة عموما، تحت عنوان بائس بحجة الدفاع عن العمامة..
الم يكن ممكنا مساعدة هذا السيد دون اللجوء إلى هذا الفيديو؟!
ومما يمكن ان يقال او قيل فعلا: اين عشيرة هذا السيد؟!
وكيف تقبل السادة ان يظهر احد أبنائها على قناة ويشار الى رقم هاتف لابداء المساعدة..؟!!
سيقول السفهاء اين المرجعية واين احمد الصافي واين عبد المهدي الكربلائي عن هذا السيد..
تطور الامر بين شد وجذب وانتقاد وعتب وتبرير، ثم أخذ منحى اخر سببه عدم التروي والتمييز، ليطال الانتقاد اسرة آل الخرسان الموسوية النجفية وكبيرها العالم المحقق الكبير السيد محمد مهدي الخرسان بعدم اكتراثه بذلك السيد..
ان آل الخرسان اسم يطلق على السادة الموسوية وعلى غيرهم من السادة الحسنية والحسينية، كما ان هناك من العوام من يلقب بهذا اللقب ايضا، وان السيد المعني ليس من أهل النجف بل هو من البصرة ومن السادة الحسنية، وليس معنى ذلك ان الانتقاد كان لابد ان يوجه الى غير السادة آل الخرسان الموسوية، لان جميع السادة بل جميع ابناء المذهب لاينبغي ان يقبلوا مثل هذا العرض المؤسف، لكن محور العتب يتوجه الى السيد -صاحب المناشدة- لاستجابته لمثل تلك الخطوة غير المسؤولة او الخدعة غير المحسوسة.
والغريب ان بعض الاخوة بداية الامر اخذوا يتداولون هذا "الفيديو" -عن حسن نية- ويحثون على المساعدة دونما التفات الى ضرورة المبادرة الى المساعدة دون الترويج..
هذا "الفيديو" ليس هو الاول كإنموذج لمناشدات من هذا النوع، لكنه ربما يكون الاول من حيث الاخذ والرد والشد والجذب، ومحور ما ينبغي في المقام: التروي في النشر وحساب جدواه ومعرفة تداعياته، والحذر من المتربصين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat