صفحة الكاتب : حيدر نجم

مسلم ابن عقيل الصحابي الوفي، ثقة الحسين ع وسفيره
حيدر نجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هو ابن عم الامام الحسين ع، واول من استشهد في معركة الطف الخالدة من اصحاب الامام عليه صلوات الله وسلامه، شهد معركة صفين مع عمه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وكان من ابرز قادة تلك الحرب، لهذا الصحابي الجليل سيرة عطرة وفذة لابد من الوقوف على بعض محاورها في كلماتنا تلك.

مسلم بن عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب، ولد في المدينة المنورة سنة 22 للهجرة، زوجته رقية بنت الامام علي عليه السلام انجبت له عبد الله الذي قتل في معركة الطف وعليا ومحمدا.
نقلت كتب التاريخ ان مسلما كان محارب قوي وبطل شجاع حيث ينقل انه كان اشجع اخوته كما ينقل ان عبيد الله بن زياد ارسل الى مسلم ثلاثمئة رجل بقيادة محمد بن الاشعث فسمع مسلم وقع حوافر الخيل فتبسم وقال يانفس اخرجي الى الموت الذي ليس منه محيص.
وخرج مسلم في وجوه القوم كانه اسد غاضب فجعل يضاربهم بسيفهم حتى قتل منهم جماعة فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فارسل الى محمد بن الاشعث وقال سبحان الله ! بعثناك الى رجل واحد تاتينا به فاثلم في اصحابي ثلمة عظيمة فارسل محمد بن الاشعث ايها الامير اما تعلم انك بعثتني الى اسد ضرغام وسيف حسام في كف بطل همام من ال خير الانام.
لم تذكر المصادر حول سيرة مسلم بن عقيل قبل أن يُرسل من قبل الإمام الحسينعليه السلام إلى الكوفة إلا اليسير، منها مشاركته في فتوحات أفريقيا، ومعركة صفين.
المشاركة في فتوحات أفريقيا: مما يُذكر بشأن الأحداث التي واجهها مسلم في بعض المصادر التاريخية، هو مشاركته في فتوحات شمال أفريقيا سنة 21 للهجرة. حيث شارك مسلم بن عقيل مع بعض إخوانه كجعفر وعلي في فتح مدينة بهنساء.
حضوره في معركة صفين: مما يُذكر أيضاً في بعض المصادر التاريخية هو حضوره في معركة صفين.
أقبل مسلم حتى وصل الكوفة فنزل في دار المختار بن أبي عبيد وهي التي تُدعى اليوم دار مسلم بن المسيب، وقيل: إنه نزل في بيت هاني بن عروة.
عدد أنصاره في الكوفة
يقول القرشي في كتابه حياة الإمام الحسين: "قد اختلف المؤرخون في عدد مَن بايعه، وهذه بعض الأقوال:

أربعون ألفاً.
ثلاثون ألفا ومن بينهم حاكم الكوفة النعمان بن بشير.
ثمانية وعشرون ألفاً.
ثمانية عشر ألفاً، حسب ماجاء في رسالة مسلم إلى الحسين يقول فيها : (وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجل الإقبال).
اثنا عشر ألفاً... ".
جاء في "اللهوف" لابن طاووس: لما قُتل هاني بن عروة بلغ خبره مسلم بن عقيل فخرج بمن بايعه إلى حرب عبيد الله بن زياد، فتحصن منه بقصر دار الإمارة، واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم، وجعل أصحاب عبيد الله الذين معه في القصر يتشرفون منه ويحذرون أصحاب مسلم، ولكي يفرّقوا أنصاره من حوله أخذوا يتوعدونهم بأجناد الشام، فلم يزالوا كذلك حتى جاء الليل.
بعد ذلك جعل أصحاب مسلم يتفرقون عنه، ويقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يصلح الله ذات بينهم، فلم يبق معه سوى عشرة أنفس، فدخل مسلم المسجد ليصلي المغرب فتفرق العشرة عنه، ولمّا رأى مسلم ذلك خرج وحيداً في دروب الكوفة حتى وقف على باب امرأة يقال لها طوعة، فطلب منها ماءً فسقته، ثمّ استجارها فأجارته، فعلم به ولدها فوشى الخبر بطريقة إلى ابن زياد، فأحضر محمد بن الأشعت وضم إليه جماعة وأنفذه لاحضار مسلم.
وعندما وصلوا الى دار طوعة، وسمع مسلم وقع حوافر الخيل لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيد الله حتى قتل منهم جماعة، فناداه محمد بن الأشعث وقال: يا مسلم لك الأمان. فقال مسلم: وأي أمان للغدرة الفجرة؟! ثمّ أقبل يقاتلهم ويرتجز.

أقسمـــــــت لا أقتل إلا حراً        وإن رأيت الموت شيئاً نُكرا
أكره أن أخــــــــــــدَع أو أغرّا        أو أخلط البــــــــارد سخناً مرّا
كلّ امرئ يوماً يلاقى شرّا        أضربكم ولا أخـــــــــــــاف ضرّا
وتكاثروا عليه وقد أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فأُخذ أسيراً". 

حواره مع عبيد الله بن زياد
لما أدخل على عبيد الله لم يسلم عليه، فقال له الحرس: سلّم على الأمير.
فقال له: أسكت، ويحك، والله ما هو لي بأمير.
فقال ابن زياد: لا عليك، سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول.
فقال له مسلم: إن قتلتني فلقد قتل مَن هو شرّ منك مَن هو خير منّى، وبعد فإنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لا أحد أولى بها منك.
فقال ابن زياد: يا عاق يا شاق خرجت على إمامك وشققت عصا المسلمين وألحقت الفتنة.
فقال مسلم: كذبت يا بن زياد! إنّما شقّ عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد، وأمّا الفتنة فإنّما ألحقها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بنى علاج من ثقيف، وأنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة على يدي شرّ بريته.
فقال ابن زياد: منتك نفسك أمراً حال الله دونه وجعله لأهله.
فقال له مسلم: ومن يا ابن مرجانة؟
فقال أهله يزيد بن معاوية.
فقال مسلم: الحمد لله رضينا بالله حكماً بيننا و بينكم.
فقال له ابن زياد: أتظن أنّ لك في الأمر شيئاً.
فقال له مسلم: والله ما هو الظن ولكنه اليقين.
فقال ابن زياد: أخبرني يا مسلم بماذا أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئم فشتّت أمرهم بينهم وفرقت كلمتهم.
فقال مسلم: ما لهذا أتيت، ولكنكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتآمرتم على الناس بغير رضى منهم، وحملتموهم على غير ما أمركم الله به، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف، وننهى عن المنكر، وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنة، وكنا أهل ذلك.
فجعل زياد يشتمه ويشتم علياً والحسن والحسين عليهم السلام.
فقال له مسلم: أنت وأبوك أحقّ بالشتيمة، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله.
فأمر ابن زياد بكير بن حمران أن يصعد به إلى أعلى القصر فيقتله، فصعد به وهو يسبح الله تعالى ويستغفره ويصلّى على النبي صلی الله عليه وآله وسلم، فضرب عنقه". 
أمّا تاريخ شهادته ففي الإرشاد: كانت شهادته في التاسع من ذي الحجة "يوم عرفة"، ثمّ إنّ ابن زياد نصب رأس مسلم بن عقيل على الخشب بالكوفة وهو أول رأس نصب في الإسلام.
إنّ قبر مسلم بن عقيل هو مشهده الآن، وهو في مسجد الكوفة، و هذا ما اتّفت عليه كتب الأخبار، مضافاً إلى تسالم النّاس عليه من عصر إلى عصر ولم يخالف أحد في ذلك، وحوله اليوم شباك فضّي، وله رواق مبلّط بالقاشاني، وعليه قبّة شامخة. يتوافد على ضريحه الزائرون من شتّى أنحاء العالم. 
ويبقى هذا الصحابي الجليل مثالا يحتذى للتضحية والوفاء والبذل في سبيل ال البيت عليهم السلام، وهي اشارة مهمة للتمسك بهم رغم كل شي حتى وان كانت التضحية بالنفس.

المصادر:
ويكيبيديا 
ويكي شيعة
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر نجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/17


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : مسلم ابن عقيل الصحابي الوفي، ثقة الحسين ع وسفيره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net