صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

كثيرا من الأستحمار قليل من الاستهبال ..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعرض الحمار لهجمة شرسة من البشر، ولاقى أصنافاً لا تعد ولا تحصى من الاهانات والتهم الباطلة، والافتراءات التي القيت عليه زورا وبهتانا، رغم اعتمادهم الدائم عليه في كل المهام الصعبةوفي أحلك الظروف ، حتى زعموا أن حليب الحمارة يورث الغباء.. فإن كان هناك شخص غبي يقال له هل انت شارب حليب حمارة!
العلم الحديث رفع هذه التهمة عن هذا "المسكين الصبور" حين أثبت التحليل المختبرية أن نسبة المواد الغذائية في حليبها هي نفسها في حليب البقر، بل وتزيد عنها في الاغنام والماعز إن لم تزد عليها في نسبة الدهون والبروتينات..
الأعجب أن إختبارات الذكاء أثبتت أن الحمار أكثر ذكاء من الأبقار والأغنام، ولولا سوء الحظ الذي يمتاز به الحمار، فلربما حصل على درجات علمية في العلوم السياسية أو الاجتماعية او كان أستلم أحد الملفات المهمة لقيادة العالم ، كما حصل عليها أشخاص عده وفي كثير من الدول.. من يدري؟!
في البلدان العربية والعراق وحتى وقتنا القريب كانت تهمة الغبي بأنه شارب من حليب الأتان.. فيما العلماء اليوم يوصون بمنتجات الحمير لزيادة الذكاء عند الأطفال، والادهى من ذالك انها صارت من أغلى المنتجات في العالم ، فيالها من مصادفة كبيرة وجميلة رفعت التهم التي التصقت به لقرون من الزمن وأعطت الحمير حقهم الذي حرموا منه وأنصفتهم ، ولكن نحن لدينا كثيرا ممن استحمروا بدون شرب ذلك الحليب، فياليتهم تنعموا بتلك المنتجات النادرة عسى أن يكتسبوا شيئا من ذكائها!
في زمن النظام السابق كان جلاوزته يقومون بطحن النوى وقشور الشعير والتبن والذرة وهي أعلاف الحمير، ويقدمونها للناس المظلومين، ولازال قسم كبير من المستحمريين يسمونها بأيام الزمن الجميل.. فالأستحمار وصل بنا أن شاركنا الحمير أعلافهم ولازالوا يذكرون زمنهم الجميل بخير وينهقون على أيام الخير.. فتأمل.
الحكومات المتعاقبة منذ عقدين تقوم بتجديد تراخيص شركات الهاتف النقال، وهي التي سرقت مليارات الدولارات من جيوبنا، ومشكلة الطاقة الكهربائية الازلية مع كل صيف لاهب اثقلت جيوبنا وأرهقت قلوب العراقيين، ومفردات البطاقة التموينية التي تبخرت بقدرة قادر، وسعات الانترنيت التي هي أسوء خدمة في العالم ، ولجان مكافحة كورونا التي خلطت الحابل بالنابل هل هي مشاريع صهيو أستحمارية ام هناك عقول مستحمرة تقود البلد؟!
مسكين ايها الحمار لازلت تتلقى السهام حتى بعد رفع التهمة عنك.. فالتبريرات الحكومية ترفضها حتى الحمير جملة وتفصيلا، ولكن أغلب المتصدين يرددونها جهارا نهارا وهناك من يصدقها ويرددها ويدافع عنها بكل ما اوتي من قوة حميرية لا بل ويعتبرها مشروعه السياسي الذي ينطلق به لبناء البلد، فهل يأتي زمان يكون شعارنا الحمار.. كرمز للصبر والقوة كما هو معمول به لدى الحزب الجمهوري الأمريكي؟
من يدري.. فقد تاهت الأمور علينا بين حمار ومستحمر.. وحمار يصر على أن يستغبينا ويجعلنا نقبل إستحماره..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/16



كتابة تعليق لموضوع : كثيرا من الأستحمار قليل من الاستهبال ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net