من ينطر للعالم خلال العقد الأخير والى ما يسير عليه والحجم الهائل من التقدم التكنولوجي وتنامي الدور الرقمي أو الهيمنة الرقمية الذي يغزو العالم نرى فرقا واضحا بين معسكرين او بالأحرى قطبين أمريكي وآخر صيني فالتنين الصيني اخذ يضع طوقا خانقا على الهيمنة الغربية والذي اخر ما كشفت عنه جائحة كرونا في ظل ذهول عالمي كبير ولا يقتصر الامر على النظام الاقتصاد بل يتعدى الامر الى الأنظمة الادارية والسياسية .. فالفوضوية او الشعبوية وهي التي أخذت تطفو على السطح في المجتمعات والتي لا تلتزم بمبادئ او قيم وتتمرد على اي اتجاه وترفض كل شيء الا نهجها المعترض اخذ يتمادى في العالم وينبئ باستهلاك نظم الديمقراطية والرأسمالية بشكل لافت وان ارجع البعض ذلك الى نظرية الفوضوية الأمريكية والتي من خلالها يزداد طوق الهيمنة على الشعوب
نحن امام عالم يتسارع باتجاه اخر وبوتيرة تختلف عما سبق والبقاء فيه لمن له أدوات المطاولة والمواكبة وستبقى بلدننا الاسلامية ومنها بلدنا تتراجع في حقيقة استقلالها وتتقدم اكثر وتترسخ قدمها في تبعيتها للدول المهيمنة فلا نحن استفدنا من نفطنا وما انعم به ربنا ولا نحن تعلمنا صنعة او استثمرنا طاقة تقينا البلاء وتنتشلنا من الضعف الذي سيجعلنا دائما نعاني الويلات وابتزاز الآخرين لنا .
وهو ما تداركته ايران منذ زمن ليس بالقصير مما جعلها تملك أدوات المطاولة في المستقبل اكثر من دول المنطقة المجاورة وحتى من تركيا لانها وباختصار حيدت نفسها عن هيمنة العالم الغربي مما اكسبها استقلالية وقوة في المواجهة وسهما اكبر من غيرها في المطاولة.
علينا نحن العراقين ان نتوكل على الله ونستعين بمرجعيتنا وننهض بحملنا ونحمي شعبنا ونحصن بلادنا إن كان في الأمر وقت للتدارك او العمل وهو يحتاج الى كلفة عالية تستدعي من الجميع تحيد كل شيء الا المحافظة على طوق النجاة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat