صفحة الكاتب : د . ايّوب جرجيس العطية

كُنْ عِصاميًّا ولا تكنْ عظاميًّا....!!
د . ايّوب جرجيس العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فمن العِصاميّ ...؟!!
هو اسم منسوبٌ إِلَى عِصَام بْنِ شَهِبر...حاجب النعمان بن المنذر..
والعِصَامِيُّ : مَن سادَ بشرفِ نفسِه ، ويقابله العظاميُّ ، وهو من ساد بشرفِ آبائه
كُنْ عصاميًّا ولا تكن عِظاميًّا أيْ : اشْرُفْ بنفسك لا بآبائك الذين صاروا عظامًا

وأصل هذا المثل - كُن عصاميًّا ولا تكن عظاميًّا - أن حاجبًا "للنعمان بن المنذر" ملك الحِيرة العربي من قِبَل "كِسرى" واسمه "عصام بن شهر" وقيل: "شهبر"، بلغت به هِمَّته أن نال ذُرا المجد، وتربَّع على عرش الفصاحة والبلاغة، وعُدَّ من أعلام العرب أيام الجاهلية، حتى قال فيه النابغة الذبياني صاحب المعلقة الشهيرة:

نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا.
وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالإِقْدَامَا

وَصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا
حَتَّى عَلاَ وَجَاوَزَ الأَقْوَامَا

ومِن هناك قالت العرب: كُن عصاميًّا ولا تكن عظاميًّا؛ أي: افْخَر بشرف نفسك لا بعظام أجدادك.

هناك قصة تعود إلى رجل جاهل دخل على الحجاج يريد حاجة منه فأراد الحجاج اختباره فأنقذت المقادير ذلك الجاهل ورد بجواب جعل الحجاج يطمئن له.
وقصة المثل .. أنه كانت لرجل عند الحجاج حاجة..ويعرف عن هذا الرجل صفة الجهل..فَقَالَ الحجاج في نفسه : لأخْتَبِرَنَّهُ.
فسأله عندما دخل عليه : أعصاميٌّ أنت أم عِظَاميٌّ..؟
يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك الذين صاروا عِظاما؟
فَقَالَ الرجل : أنا عصامي وعظامي. فَقَالَ الحجاج : هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة.
وفي أثناء إقامته فتش الحجاج فيه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له : تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له : قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ : كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك؟ قَالَ الرجل له : والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت : أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الآخر
ففهمت أنت بأنني أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم...

دمتَ عصاميّا لا عظاميّا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ايّوب جرجيس العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/09



كتابة تعليق لموضوع : كُنْ عِصاميًّا ولا تكنْ عظاميًّا....!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net