صفحة الكاتب : ايليا امامي

لماذا يرفض السيد السيستاني رفع صوره؟!
ايليا امامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل عشر سنوات، وصلته الأخبار الدقيقة، من شبكة المعلومات الخارقة الممتدة في كل العراق، أن بعض دوائر الدولة بدأت تعلق صورته كتعبير عن الامتنان لبناء الدولة ولسان حالهم، لولاك لا انتخابات، لا قانون، ولا دولة مؤسسات.
فكان جوابه قاطعاً: سماحته يرجو من محبيه عدم رفع صورته في الدوائر الرسمية!!

 والآن، تصله الأخبار الدقيقة، أن الفصائل المسلحة ترفع صورته في المناطق المحررة، كتعبير عن الامتنان ولسان حالهم، لولاك لا انتصار، لا وحدة كلمة، لا ثبات.

فكان جوابه قاطعاً: سماحته يرجو من محبيه عدم رفع صورته في المناطق المحررة!!

 هل هو الإخلاص؟!!!

ربما، فالرجل حتى لا يملك فضائية تنادي باسمه، أو صحيفة، أو مكتب إعلامي، ذلك (السيت) الذي لا يستغني عنه البعض، كشرط للنجاح، بل لأداء التكليف (برأيهم)!!

 هل هو التواضع؟!!

أيضاً ربما ، فالرجل لا يرى لنفسه فضلاً على أحد، فيقول ( من يقبلني فهو المتفضل)

 هل هو برنامج خاص في محاربة النفس ومخالفة الهوى؟!!

بالتأكيد، فهذا مما ينقله عنه المقربون من طلابه.

 هل هي الكياسة والحكمة في التعامل؟!!

لكيلا يقال إن الرجل أصبح يملك مؤسسات الدولة، أو يفرض نفسه على أهل المناطق المحررة؟!!

لكيلا يستفز الشارع السني، ويوجد مبررات للآخرين، أن يقنعوا السنة بوجود احتلال شيعي، يأزم الموقف، ويعمق الشقاق؟!!

ولكن، يبدو أن الأمر أبعد من هذا..

فالسنة في المناطق المحررة، لم تقصر حناجرهم عن الهتاف باسمه، والاعتزاز به، من باب (ما تشوف خيري لمن تجرب غيري).

 يبدو أن الأمر باختصار يا سادة، هو ما قاله الشيخ الكوراني عندما التقى بسماحته دام ظله:

١) إن سماحته يشعر بأن أهم شيء في حياته والذي تهون عنده كل الاعتبارات والأثمان هو (حفظ احترام وهيبة هذا المقام الالهي المؤتمن عليه وهو نيابة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف).

٢) إن هناك من يسعى، بل الكل يسعى، لإسقاط هيبة وقداسة هذا المقام، وقد شاهدتم مكائن الإعلام، بل حتى بعض المجندين للمخابرات ( بالعمائم) صنعوا ما لا يخطر على البال ولا يصدقه الخيال، لإسقاط هيبة ومكانة هذا المقام .

٣) إن أهم وسيلة لحفظ هذا المقام هي ( الترفع) و( الزهد).

 فسماحته يريد أن يقول للعالم:

إن الذي يمثل وراثة أهل البيت عليهم السلام، يجب أن يكون متخلقاً بأخلاقهم، (عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم).

فالمهم هو الإسلام، وعزته ومكانته، هكذا أراد أهل البيت من دون أن يطمعوا بشكر أو ذكر، سوى ما تركه لهم القليل من الإنصاف لدى التاريخ!!

وهل ضاق صدر علي بسرقة جهوده ونسبتها لغيره، مادام الإسلام بخير؟!

وهل ضاق صدر جعفر الصادق، عندما مرت السنتان، وتفرعن بعدهما النعمان؟!

ونحن ورثنا منهم هذا الخلق، نقدم لله، لله فقط، وسنبقى عليه، يا أهل تكريت، من كان منكم قد أجرم باشتراكه مع داعش، فعدل السماء، وقانون الدولة، سيناله عاجلاً أم آجلاً. ومن كان منكم مغلوباً على أمره، خائفاً على عائلته وعرضه، فنحن شيعة إمام الغيرة، وفتى النخوة، علي عليه السلام، نبذل دمائنا لتقر عيون المحصنات في بيوتهن، وينام الرجل مطمئناً على شرفه، فمن شكر منكم ذلك، فقد صنع المعروف لنفسه، ومن أنكره، فإنما فعلناه لله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا وما جئناكم لنتأمر عليكم، ونعلق صورنا.

 هكذا، بهذا الترفع والزهد، والبذل والعطاء ستحفظ هيبة النيابة المقدسة، التي لا تريد لنفسها شيئاً، وسيعرف الناس مهما تمادت الدهور، أن الحق في هذه العصابة ( شيعة علي بن أبي طالب).

 وهذه نعمة وجود هذا العبد الصالح الزاهد، الذي لا يلبس الأنا لباس أداء التكليف، ولا حب الشهرة ثياب التصدي للوظيفة، فالحمد لله كثيراً.

[1] المقال كتب سنة 2015 في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وبعد تحرير عدد من المناطق التي استولى عليها، حيث رفعت بعض الفصائل صور السيد السيستاني في المناطق المحررة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/25



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يرفض السيد السيستاني رفع صوره؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net