صفحة الكاتب : احمد لعيبي

إدعو له بالهداية..
احمد لعيبي

كنا في زمن ما من حياتنا لا نترك احدآ ينام جائعآ او عريانآ او مهمومآ رغم كل عوزنا وفقرنا والظلم الذي يقع علينا حتى أنني اذكر ان ملابس عرسي جمعها لي اصدقاء العمر وطالبوني بها بعد اسبوع لأني اكتشفت انهم ايضا استعاروها لي من بعض اصدقائهم وجيرانهم وكم كنت سعيدآ بدفئهم رغم انهم لم يقدموا لي يومها شئ من اشيائهم لأنهم كانوا مثلي لايملكون من حطام الدنيا إلا ابتسامتهم وقلوبهم البيضاء وكانت هديتهم لي هي اغنية كنا نسمعها في ايام المراهقة اسمها(ليلة ..لو باقي ليلة )يغنيها راغب علامة معجزة عصره الذي سميت ماركات العطور والملابس بإسمه في تلك الفترة ..
في مجتمع كان اغلبه يدعي التدين كان من النادر أن تجد انسانآ يهب من ماله الخاص للاخرين من المحتاجين وهذا ما عايشناه في مشروع الشهيد الصدر الثاني اذا أغلب من ناصره هم طبقتنا ممن نسمع الاغاني ونشاهد المسرح ونأكل الفلافل واغلب من ناصره ماديا في صلاة الجمعه هم من التجار الغير ملتزمين دينيآ..
في عام ٢٠١٠بعد سقوط النظام البائد كانت لدى البعض مشاريع وفعاليات لتعزيز العلاقات والقيم المجتمعية ومساعدة الفقراء في ظل الحرية والانتعاش ومن ضمن تلك الفعاليات فعالية رياضية لمارثون لأيتام شهداء العمليات الإرهابية وعجز الأصدقاء في طرق الأبواب لتحصيل دعم للايتام ولفعاليتهم وكادت ان تلغى تلك الفعالية قبل ان يقول احد القائمين عليها اعرف تاجرآ يعطينا للفعالية بلا تردد لأنه في فترة النظام البائد كان يساعدنا ايضا لكنه يشرب الخمر و تجارته بالمواد الغذائية وليس من شئ آخر وهو تاجر معروف بالسمعة الطيبة في مجال عمله ..تم الاتفاق على مفاتحته والاتصال به وتبين بعد الاتصال انه مسافر في تجارة لإحدى الدول ولكنه قال لصاحبنا الذي اتصل به اذهب إلى داري غدآ وسابلغ زوجتي بان تعطيكم الف دولار للفعالية وفعلنا ارسلوا احدى الشخصيات التي تقوم بالمشروع للايتام إلى بيت ذلك الرجل وكان شخصية رجل دين معمم فطرق الباب وخرجت زوجة التاجر من خلف الباب وبيدها ظرف فيه المبلغ فقالت للمعمم وهي تسلمه الظرف بيده..شيخنا ادعو لابو فلان ان يتوب الله عليه من شرب الخمر فقال لها مازحآ ساخرآ..لن ادعوا له لأني اذا دعوت له واهتدى فلن يعطينا احد مالآ للايتام لان أغلب من يدعي التدين قد اعرض عن مساعدة الفقراء..!!
مع استذكار هذه الحادثة وبعد ذهاب زمن البعثية والسكارى ودعوتنا للمتدينين بان يقيموا دولة العدل فانتجت بانزين اللتر ب ٥٠٠ وخصخصة كهرباء العراق وميزانية للآن لم تقر وضرائب شركات الاتصال ومصارف وهمية تعبث بمخزون العراق من العملة وملاهي اكثر من ملاهي دبي ومولات بكل مكان دون مستشفيات جديدة وصيدليات جشعه تمتص المواطن وسماسرة تدعو لتأجيل الانتخابات لانها فشلت امام ناسها ولا صناعة ولا زراعه..
اذا شاهدتم مسؤولا نزيهآ لايصلي ويشرب الخمر لكنه مخلص في عمله وغير مرتشي لاتدعو له بالهداية واتركوا امره إلى الله ربه وربكم كي لايخرج بكفالة او يحكم بسنه مع وقف التنفيذ ان كان من جماعة بيني مابين الله..
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللعراق القديم..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/27



كتابة تعليق لموضوع : إدعو له بالهداية..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net