انخفاض قيمة التومان الايراني طريقا سهلا للهروب من حرارة صيف العراق
محمد رضا عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد رضا عباس

قيمة الريال الإيراني ( عشرة منه تساوي تومان واحد) وصلت الى ادنى مستوى له منذ ان انسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي . وحسب تقرير الكاردين البريطانية , فان قيمة الريال انخفضت في نيسان 2018 الى 60 الف لكل دولار واحد . ما تأثير هذا الانخفاض على ثروة الافراد والاقتصاد الوطني ؟
انخفاض قيمة العملة الوطنية تقلص ثروات الافراد بل وتكون سبب بإفقارهم . كانت قيمة الدولار الواحد تعادل 36 الف ريال عام 2013 وهي سنة تسلم الدكتور حسن روحاني السلطة في ايران , حاليا ان الدولار يعادل 60 الف ريال و بذلك فان المواطن الإيراني الذي يحتاج الدولار لغرض العلاج خارج البلاد , على سبيل المثال , سوف يضطر بإضافة 24 الف ريال أخرى لشراء الدولار . هذا ينطبق أيضا على من يريد بيع بيته والعيش خارج ايران او المستورد الإيراني.
تأثير اخر لانخفاض قيمة العملة الوطنية وهو التأثير السيكولوجي , حيث ان المواطن يشعر بالقلق وعدم الثقة بالنظام ومستقبله السياسي والاقتصادي وهذا يفسر خروج التظاهرات في اغلب المدن الإيرانية قبل فترة مطالبة بالإصلاح الاقتصادي . يضاف الى ذلك فان انهيار العملة المحلية تقلص حجم الاستيرادات ولاسيما السلع الضرورية لتقدم البلد , ارتفاع نسبة التضخم في البلاد , ومن ثم اضطرار البنك المركزي الى رفع نسبة الفائدة من اجل تخفيض نسبة التضخم المحلي.
ولكن انخفاض العملة الوطنية الإيرانية ليس شرا مطلق , حيث ان الاستفادة من انخفاض العملة المحلية تشمل الشركات المصدرة للسلع والخدمات , إضافة الى المحلات الحدودية مثل أسواق التبضع , الفنادق والمطاعم . كما وان انخفاض العملة المحلية الإيرانية سيشجع الكثير من مواطني الدول الإسلامية شراء الدور السكنية والعقارات ولا سيما القريبة من الأماكن المقدسة , حيث ان اسعارها المرتفعة بالنسبة للمواطن الإيراني ستكون رخيصة بالنسبة للمواطن العراقي او التركي او الباكستاني .
كما وان الكثير من زار ايران يحمل فكرة ان المواطن الإيراني لا يطيق الأجانب ويتحسس منهم , ولكن انخفاض أسعار الليرة الإيرانية او التومان سيجعل من ايران مكان يحب الضيوف ويتودد لهم , حيث ان المواطن الأجنبي سيكون على استعداد لدفع أي مبلغ يطالب به أصحاب الفنادق والمطاعم , وفي حالة العراق وتكرر انقطاع القوة الكهربائية , ستكون ايران احد اهم الملاجئ التي يهرب اليها العراقيون من شدة حرارة الصيف . ان زيادة الصادرات الإيرانية و ارتفاع عدد الزائرين الى ايران بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية سيكون عامل مهم في تخفيض حجم العجز التجاري لها .
اما المستفيد الأكبر من انخفاض العملة الإيرانية فهي الشركات الإيرانية العاملة خارج ايران , حيث ان هذه الشركات سوف تتضاعف أرباحها عندما يتم تحويل ما تربحه من مشاريعها الى العملة الايرانية . فلو ان احدى الشركات الإيرانية حصلت على ربح مقداره مليون دولار من احد مشاريعها في العراق , فان تحويل هذه المليون دولار الى العملة الإيرانية سيضيف لها أرباح إضافية من فرق أسعار التومان او الليرة. ولاهم من كل ذلك , فان الإيرانيين سيستطيعون من قضاء صيفهم في احد مصايف ايران و بتكلفة اقل بكثير من الذهاب الى مصايف الدول المجاورة لقضاء عطلة الصيف , خاصة اذا كانوا من أصحاب العوائل الكبيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat