شجرةُ التشيع باقية بدماء الشهداء
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

أحياناً أحزن كثيراً حين أرى بعض من نشأ في مدن التشيع ,أو في عاصمته الكبرى - النَّجف الأشرف - وهو يجهل عقائده وفقهه حتى في أبسط الأمور الإبتلائية ,وكلَّما تكلَّمت عن التشيع وعلومه , ضحك بك, واستهزأ من قولك وعيَّرك بالخرطات التسع كما تُعيَّر الزانية بزناها! وكأنَّ هذا التراث الشيعي الضخم ليس فيه من الفقه إلاَّ الخرطات التسع.
أخي المتنور العزيز ,لقد أدى عدم فهمك للمنهج المتَّبع في فهم القضايا الغيبية ,إلى عدم معرفتك كيفية الورود في المطلب وكيفية الخروج منه ,فأصبحت في نقاشك مثل فرسٍ جامح أستعجل في الوصول إلى نهاية الشوط فكسَّر الحواجز جميعا.
وأدَّى تميعك في ثقافة الآخرين الذين لن يرضوا عنك حتى تتبع ملَّتهم ,والهوس في طلب رضاهم بحجة الوحدة مرة ,والنظرة الإنسانية أخرى إلى ان تكون شيعياً هجيناً عقيدتك مستمدَّةً من البيئة مرة ,ومن قراءتك للآخر أخرى ,فصرت كالغراب الذي أراد أن يقلِّد مشية الطاووس ,لم يأتِ بها على وجهها ,ونسيَ مشيته الأولى.
ولكن ممَّا يُهوِّن الخطب أن التشيع ليس متوقفاً على أحد ,وان أخطأ أهدافه النَّاسُ المولودون في بلدان التشيع فإنَّ الله تعالى قيض له مستبصرين دخلوه من باب الدليل , واعتنقوه في ساحة البرهان ,فكانوا الاكمل من أهله دون غيرهم ,وكلُ واحدٍ منهم عاصمةٌ في علمه وفقهه ,وتعصبه بالحقِ لكلمات أئمته عليهم السلام وعلماء مذهبه,بهم العوض عن غيرهم,وبعلماء التشيِّع تسير عجلته,وتسطع شمسه.
شجرةُ التشيع باقية بدماء الشهداء , ومداد العلماء ,وجهاد المستبصرين من النَّاس عن فطرةٍ وعقيدة ,أو دليلٍ وبرهان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat