هل نجح العبادي .. يا حكيم؟
احمد الادهمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد الادهمي

لو وضعنا خارطة العراق عام 2014 واطلنا النظر اليها وشخصنا ما طرأ عليها من تغيرات كبيرة سواء على الصعيد الميداني او الامني او السياسي والاقتصادي، ثم جئنا بالخارطة ذاتها اليوم لوجدنا فروقا كبيرة بل وكبيرة جدا في شتى المجالات وقد يكون اهمها سيطرة الدولة وسيادتها على اراضيها الذي اصبح اليوم اكبير بكثير مما كان عليه حتى قبل 2014 بعد فرض السيطرة على كركوك وبعض مناطق سهل نينوى .
اكثر من ثلث مساحة العراق كانت تحت سيطرة داعش ، ووضع البلد آخذ بالنحدار نحو الاسوأ ، العلاقات الداخلية متشنجة مع الجميع وبين الجميع وكذا هو الحال مع دول الجوار والمحيط العربي ، لاشيء يسير بصورة صحيحة ، وضع البلد الامني تحت الصفر والمناصب القيادية في الجيش والشرطة تباع بالدولار ، وبالتالي فان نسبة (الفضائيين) في هذين الجازين المهمين كانت مرتفعة جدا ، فالفصيل الذي قوامه 50 عنصرا لا تجد فيه اكثر من اربعة عناصر وهكذا هو الحال في الوحدات العسكرية الحساسة التي يفترض ان تحفظ الامن في مدن ومناطق ذات توتر عال.
اكثر من هذا الانحدار وهذا التردي رافق تلك الحقبة السوداء في تاريخ العراق ، وكان على المتصدين ان يبحثوا عن حلول كفيلة بان تعيد الامور الى نصابها وان تحرك ما ركد وان تضع خططا كفيلة بانقاذ البلد المنزلق نحو الهوية، وكان ذلك ما تسالم عليه بعض الوطنيين الذين اتحدوا تحت مسمى واحد وهو التحالف الوطني الذي قاده الحكيم بكل شجاعة ليضع اولا حدا لتهور المالكي ولمغامراته ومن ثم اختيار الشخص البديل الكفوء القادر على تجبير الكسور التي خلفتها ثمان سنوات عجاف ومن ثم النهوض بواقع البلد الى واقع اخر يشعر معه المواطن بانه سائر بالاتجاه الصحيح.
بالعودة الى الخارطة اليوم ستجد ان معظم النجاحات التي حققها العبادي هي نتاج معركة خاضتها بعض الكتل لازاحة المالكي المتشبث بالسلطة والذي كاد يطيح بالبلد ومن ثم الاتيان بالعبادي الذي اتضح فيما بعد انه افضل الخيارات وربما الخيار الوحيد الذي سينقذ العراق من هيمنة المالكي واتباعه الذين جيروا القضاء والجيش لصالحهم طمعا بولاية ثالثة ورابعة .
السؤال الاخير الذي يجب ان يطرح ، هل نجح العبادي في ادارة الازمة ؟ وهل يحسب هذا النجاح له ، الجواب نعم بالتاكيد نجح نجاحا كبيرا فالتحدي هو ان تستطيع مجاراة الامور وطيها وليها لكي تستفيد من كل المعطيات خدمة لمصلحة البلد ، لا مصلحة الشخص والواقع يقول ان الفترتين اللتين حكمهما المالكي كان من الفترات الذهبية اقتصاديا ، الا ان تفرده بالسلطة وجمعه الوثائق التي تدين كل من وقف ضده وابرامه الصفقات مع الفاسدين والمتهمين بالارهاب جعله يضيع ثروات البلد ما عدها الكثيرون اس وأ مرحلة حكم مر بها العراق على مدى التاريخ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat