السيد الخوئي - قُدِّس سرُّه - يردُّ على الصبي (غيث التميمي).
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

@ لا شك ولا شبهة أن الإمام علياً عليه السلام من بلغاء العرب,بل من أبلغهم,وقد وصف ابن عباس كلامه بأنَّه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق,هذا في العصر التليد.
وأما في عصرنا الطارف,فكان الأديب المصري عبد الوهاب عزَّام (جدُّ الإرهابي الظواهري) ينصح بحفظ القران الكريم,وتلاوة نهج البلاغة لمن رام أن يستقيم لسانُه بالعربية.
وهاهو عبد الحميد بن يحيى العامري يقول:- حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع (الامام علي (عليه السلام) ) ففاضت ثم فاضت.
و قال ابن نباتة : حفظت من الخطابة كنزاً, لايزيده الإنفاق إلاّ سعة و كثرة , حفظت مائة فصلٍ من مواعظ علي بن ابي طالب.
@و لاريب في أنَّه - عليه السلام - مضافاً إلى كونه ابن اللغة,فهو واضع أساس علم النحو,أطبق على ذلك علماء الخاصة والعامة,إلاَّ من شذَّ من هؤلاء من عامَّة المتأخرين,كأحمد أمين,وشوقي ضيف,وخديجة الحديثي التي ردَّدت كالببغاءقول من سبق أن تقسيم الكلمة إلى اسم,وفعل,وحرف يحتاج إلى عقليةٍ فلسفيةٍ يونانية,تعرف التقسيم بهذه الصورة,والثمرة المنطقية المترتبة عليه,ولم يكن العرب,ومنهم الإمامُ عليٌّ عليه السلام يعرفون طريقة القسمة,ولا الاستقراء.
وكأنَّها غفلت عن كثيرٍ من خطب النبيِّ صلى الله عليه وآله وباقي خطب العرب التي فيها مايشبه هذا التقسيم,مثل قوله صلى الله عليه وآله (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ ، انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدْعُو لَهُ) فهذا تقسيمٌ ثلاثيٌّ يجري فيه المقسم,وهو العمل النافع بعد الموت الذي لاينقطع, كالذي صنعه الإمام عليٌّ عليه السلام في النحو.
@ وعليه,نخلص إلى نتيجةٍ مهمة,وهو أن هذا الرجل البليغ,وواضع علم النحو,لو وجد في القران غلطاً نحوياً لما آمن به,وما أجمل قول السيد الخوئي - رضوان الله تعالى عليه - في هذا الصدد إذ يقول :- ( وكفى بالقرآنِ دليلاً على كونه وحياً إلهيا, أنه المدرسةُ الوحيدةُ التي تخرَّجَ منها أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام).
البيان في تفسير القران,السيد الخوئي - قدس سره - ص77
ولا شك أنه تعلم من هذه المدرسة الفصاحة بأعلى صورها,والبلاغة بأرقى مشاهدها.
@ ثم أنَّ هاهنا شيئاً مهماً,وهو لو كان في القران الكريم عيباً لغوياً أو نحوياً لعرفته قريش,أهل الفصاحة والبلاغة,ولشهرته في أنديتها,ولاكته ألسنتهم في منتدياتها,ولنقله التاريخ أباً عن جدّ,ويداً بيد,ولكن لم يحصل شيءٌ من هذا,بل حصل العكس,فهاهو الوليد بن المغيرة,يقول من كلامٍ له (ووالله ان لقوله لحلاوة وان عليه لطلاوة ,وان اعلاه لمثمر،وان اسفله لمغذق ،وانه ليعلو ولا يعلى عليه)
نعم ياصبيّ,يعلو ولا يعلى عليه,أكَّدها الوليد بن المغيرة بلام التوكيد,وبالفعل المضارع الدَّال على الإستمرار,وهو أعظم من كلِّ نحويٍّ وإن كان سيبويه؛لأنه ابن لغته,ويعرف أسرارها.
@ نعم,زعم بعضهم كعثمان بن عفان ممن يفكر ......... ,أن في القران لحناً ستقيمه العرب,وهذا قول موتور,وإلاَّ فهو يعرف بلاغة القران,وزعموا أنه هلك والقران بين يديه يقرأ فيه,وعندي,أن ...... غيث التميمي حذاءً قديما, خيرٌ له من أن يتحدَّث عن أغلاط القران النحوية؛لأمرٍ بسيطٍ جداً,هو أن القران الكريم حجَّةٌ على القاعدة اللغوية,وليست القاعدة اللغوية حجةَ على القران الكريم,وهذا مالم يفهمه أبو الأخطاء السبع,في السطور الخمس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat