اقرأوا علياً لتكونوا ابطالا.
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

قبل ثلاثين عاماً وكنتُ في الخامسة عشرة من عمري,مددتُ يديَ إلى كتابٍ في مكتبة أبي – رحمه الله – أزرق اللون,أوراقه سمراء,اسمه (قصص القران) من تأليف محمد أحمد جاد المولى,ومحمد أبو الفضل ابراهيم,محمد أحمد البجاوي,وسيد شحاتة.
أروع مافي الكتاب اسلوبه القصصيِّ,وبيانه الرائع,ثم استعاره مني صديق,واختفيا معاً,وفُجعت بكتابي قبل أن أُفجع بصديقي.
ولمَّا هممتُ أن اشتريه بعد أن طُرَّ شاربُ فهمي,واشتد عود عقلي,وامتلأت يدي من المال الذي يستطيع جلب كتاب,نسيتُ اسمه ورسمه,ولم يبق عالقاً في الذاكرة إلاَّ تلك العلاقة التي كانت بيننا قبل ثلاثين عاما.
وبينا أنا في سوق الحويش بالنجف الأشرف,لمحته صدفةً في بعض المكتبات,فاشتريته من غير تردد,وأخذته معي إلى البيت,ولكن لشدَّة طيراني به فرحاً,كأنَّه هو من صحبني إلى البيت.
فقرأته اليوم كما قرأته بالأمس,فلم أكذِّب ذائقتي من قبل,فإذا هو الانطباع نفسه من بعد,ناصع وجه العبارة,مشرق شمس البيان,مسفر وجه الألفاظ,وثيق عرى المعاني,وأبيَّن من ذلك كله انه اسود قلب النية,نتن أعطاف الحربة,يبغض علياً عليه السلام وآل علي.
دعوني أذكر لكم طرفاً من ذلك,في حرب بدر المظفَّرة,ذكر أن أبا بكرٍ كان مع النبيِّ صلى الله عليه وآله,وهو يقول له (بعض مناشدتك ربَّك..) والنبيُّ لا يأبه له,ولا ينظر إليه بحال.
أما أين الإمامُ عليٍّ عليه السلام,وقد قتل نصف مشركي قريش,وقتل سائر المسلمين والملائكة النصف الآخر,فلن تجد منه ركزاً ولا ذكرا,لقد جئتَ – وأيمُ الله – أمراً إمرا.
في معركة أحد,ذكر كيف أجاب عمرُ أبا سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله حيٌّ بين ظهرانيهم,ولم يذكر أن النبيَّ صلى الله نهاهم عن إجابته,وجعلها من شجاعة عمر الذي – بحسب قوله – هرب ينزو كالأروى!
أما أين بطولة الإمام عليٍّ عليه السلام وهو الذي قتل حملة الألوية السبعة من بني عبد الدار,وهم من صناديد القوم فلم يذكرها بطرف لسان,ولا بسلَّة قلم.
قلتُ:- إذا اغفلوه هناك,فلن يغفلوا مبارزته عمر بن ودِّ العامريّ في حرب الخندق,ومضيت إلى حرب الأحزاب أقرأ تاريخها بين سطور الكتاب,فلا والله مارأينا ذكر عمرو بن ود,ولا مبارزة الإمام عليه السلام له,مع انه الايمان كله خرج الى الكفر كله,وان ضربته تعادل عمل الثقلين,وهذا من أعجب الأعاجيب.
قلتُ – وقد وقعت عيناي على قصة المباهلة – هب أنَّهم يبغضون علياً عليه السلام,لغميزةٍ في نسبهم,أو لحسكٍ في صدورهم,افتراهم يبغضون الزهراء بنت محمد,وولديها سبطيه؟ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
لا والله,ما ذكروا في مباهلتهم نصارى نجران,ولا جاءوا في الحديث لا أصلاً,ولا استطرادا,
ياقوم,من لا يقرأ تاريخ عليٍّ عليه السلام,وبطولاته,يبق جبانا,انظروا إلى المصريين خسروا كلَّ حروبهم مع اسرائيل,وحين انتصروا في معركة تشرين فبمساعدة الطيران العراقي كما يذكر الفريق الشاذلي في مذكراته,ولكنهم خسروا موقفهم السياسي,
إذا قرأت تاريخ ابي بكر الذي يبقى في الخطوط الخلفية أبد الدهر,وتاريخ عمر الذي يهرب في كل معركة,وتاريخ عثمان الذي ذهب بها عريضة فلم يأت الا بعد ثلاثة ايام,فمن اين تتعلمون الرجولة والشجاعة؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat