كم جهة خاطب السيد السيستاني دام ظله في نصائحه هذه ؟ بالاجمال خاطب الصديق والعدو ، المسلم وغير المسلم ، والمسلمين فيما بينهم ، خاطبهم لكي يؤكد لهم هوية الاسلام ، خاطبهم ليؤكد لهم من يحمل هذه المفاهيم الاسلامية لا يقدم على انتهاك حقوق الاخرين ، وفي الوقت نفسه ذكر من قد يغفل او يجهل مفاهيم اهل البيت عليهم السلام في سلوك الطريق المستقيم .
فالغاية الاجمالية هي النصائح ودعم النصائح بالقران والسنة وجاءت النصيحة الثانية لتاكيد هوية وجاء فيها :" وقد قال(عليه السلام) في بعض كلامه مؤكّداً لما ورد عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث الثقـلين والغدير وغيرهما ــ : (انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لَبدُوا فالبدُوا، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا )".
هذه النصيحة تذكير بالمبادئ والانتماء ، تذكرنا بانتمائنا ، وتوضح للاخرين بان من ينتمي الى هذه المدرسة بشكل سليم لا يقدم على انتهاك حرمات الاخرين .اختيار هذا النص لا يسمح لنا بالاجتهاد على حساب ما ورد من الائمة الاطهار عليهم السلام ، وما ورد عنهم في هكذا ظرف هي النصائح التي اشار اليها السيد السيستاني دام ظله .
هذا النص ليؤكد للجميع بان التقارب بين المسلمين لا يكون على حساب النص ، وفي نفس الوقت لم يشر السيد عند ذكر هذه النصيحة بقتل او تكفير من لم يلتزم بهذا النص ، نعم اشار قبل ذكر النص الى حديث الثقلين والغديروذكر قائلهما وهو النبي محمد صلى الله عليه واله الذي هو نبي المسلمين بلا خلاف،، ليؤكد سلامة من اتبع اهل البيت عليهم السلام التزاما بهذين الحديثين ان ما يذكره امير المؤمنين عليه السلام هو التزام شرعي على من يؤمن بولايته ويعي وعيا عقلانية هذه الولاية واما الجاهل ومن غير قصد فله اعتبارات اخرى ولكن لا يكفر طالما ذكر الشهادتين كما اشار الى ذلك السيد في نصائحه.
في النصيحة السادسة اشارة مهمة ونص النصيحة "الله الله في اتهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحة لحرماتهم ، كما وقع فيه الخوارج في العصر الأول وتبعه في هذا العصر قوم من غير أهل الفقه في الدين، تأثراً بمزاجياتهم وأهوائهم وبرّروه ببعض النصوص التي تشابهت عليهم، فعظم ابتلاء المسلمين بهم" ، تاملوا في عبارة... قوم من غير اهل الفقه في الدين .....وبرروه ببعض النصوص التي تشابهت عليهم ، وهذه اشارة واضحة الى من تصدى للافتاء وهو ليس من اهل الفقه، واستغلوا في ذلك المتشابه من النصوص ، وتاكيد ماهيتهم حسب قوله تعالى" فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة" ، وهؤلاء عظم ابتلاء المسلمين فيهم مما جعل الراي العام العالمي يستهدف المسلمين بكل ماهو بعيد عن الاسلام بسبب هؤلاء الذين يتصدون للافتاء وهم يجهلون الفقه ويبتغون الفتنة بين المسلمين بل بين بني البشر قاطبة.
وللحديث بقية